رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على العفّة والحياء ودورهما في بناء الشخصية

بوابة الوفد الإلكترونية

   الحياء: يُمثِّل الحياء صفة يرغب بها الناس ويمتدحونها ويذمّون نقيضها، لما تستبطنه من ردع عن المعاصي والقبائح، ولما تؤدّي إلى الورع عن المعاصي، عرّفها بعضٌ بـ: "انقباض النفس عن القبيح وتركه. لذلك يُقال حييّ فهو حي واستحيا فهو مستحي".

 

 وهذا الحياء خاصٌّ بالإنسان وهو يختلف عن حياء الله تعالى، فقد ورد عن الصادق (ع): "إنّ الله يستحيي من أبناء الثمانين أن يُعذّبهم"، فليس يُراد به هنا انقباض النفس، إذ هو تعالى منزَّه عن الوصف بذلك، وإنّما يُراد به ترك تعذيبهم، وعلى هذا روي: "إنّ الله حييّ" أي: "تارك للقبائح فاعل للمحاسن".

 

وهو "التوبة والحشمة، وقد حيى منه حياء واستحيا أو استحى".

 

جاء عن رسول الله (ص) أنّه قال: "الحياء شعبة من الإيمان"، وعن أبي عبدالله الصادق (ع): "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنّة".

 

وقد يتساءل بعضُ الناس كيف جُعل الحياء وهو غريزة عند الإنسان، شعبةً من الإيمان الذي هو اكتسابٌ. والجواب: هو أنّ الشخص المستحي ينقطع بواسطة الحياء عن المعاصي، وإن لم تكن له تقيّة (تقوى) داخليّة، فصار كالإيمان الذي يقطع عن المعاصي ويحول بين المؤمن وبينها، فقد جاء عن ابن الأثير قوله: "وإنما جُعل الحياء بعض الإيمان لأنّ الإيمان ينقسم إلى إيمان بما أمر الله به، وانتهاء عمّا نهى الله عنه، فإذا حصل الانتهاء عن القبائح بالحياء كان بعض الإيمان".

 

ومنه الحديث: "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"، والمراد أنّه إذا لم يستحِ الإنسان صنع ما شاء، لأنّه لا يكون له حينها حياءٌ يحجزه عن المعاصي والفواحش.   -        العفة: أمّا لغةً: فقد ورد عن ابن منظور أنها "الكفّ عمّا لا يحلّ ويَجمُلُ، عفّ عن المحارم والأطماع الدنية يعِفُّ عِفّة وعفا وعفافاً فهو عفيف، وعفّ أي كفّ".

 

 أمّا اصطلاحاً: فقد عرّفها النراقي "انقياد القوّة الشهوية للعاقلة

فيما تأمرها به وتنهاها عنه حتى تكتسب الحرية وتتخلّص عن أسر عبودية الهوى".

 

وقد عرّفها أيضاً في مكان آخر بأنها: "عبارة عن ملكة انقياد القوّة الشهويّة للعقل حتى يكون تصرفها مقصوراً على أمره ونهيه، فيقدم على ما فيه المصلحة وينزجر عمّا يتضمّن المفسدة بتجويزه، ولا يخالفه في أوامره ونواهيه".

 

وهي من الصفات الممدوحة لدى الناس، فقد عُرِّفت بأنها الكفّ عمّا لا يحلّ القيام به من الأفعال القبيحة والشنيعة.

 

وهي: "حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفّف هو المتعاطي لذلك، بضربٍ من الممارسة والقهر، وأصله الاقتصار على تناول الشيء القليل الجاري مجرى العفافة والعفّة أي: البقيّة من الشيء".

 

وأغلب الأخبار والروايات تُشير إلى عفّة البطن والفرج، وكفّهما عن مشتهياتهما المحرّمة، ويدلّ على أنّهما من أفضل العبادات لكونهما أشقّهما على النفس، وملازمة النفس لهذه المشتهيات منذ الصغر حتى صارت جزءاً منه ولهذا يشقّ عليه مجاهدة نفسه، وقد ورد عن الإمام أبي جعفر (ع): "إنّ أفضل العبادة عفّة البطن والفرج"  منشأ العفّة والحياء: إنّ للعفّة والحياء منشأين: الأوّل: منشأ فطريّ: وقد حفلت الروايات بذلك، وأشارت إلى أنّهما من الأمور الفطرية، ومن لوازم الفطرة لدى الإنسان، وهما من جنود العقل أيضاً.