رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلم

بوابة الوفد الإلكترونية

لقد شمِلت رحمة الإسلام القريب والبعيد، والمسلم وغير المسلم، فرأينا سلوك المسلمين مع المحاربين من غير المسلمين، أساسه قوله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 8، 9].

 

فالبر والقسط مطلوبان من المسلم للناس جميعًا، ولو كانوا كفارًا بدينه، ما لم يقفوا في وجهه ويحاربوا دعاته، ويضطهدوا أهله، فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب عندما يجد امرأة مقتولة وهو يمر في إحدى الغزوات، فقال: (ما كانت هذه لتُقاتل)، بل ينهى عن قتل النساء والشيوخ والإطفال، ومَن لا مشاركة له في القتال!

 

إن المتأمل لحروب رسول الله مع أعدائه - سواء من المشركين، أو اليهود، أو النصارى - ليجِد حُسن خُلق رسول الله مع كل هؤلاء الذين أذاقوه ويلات الظلم والحيْف والبطش، إلا أنه كان يعاملهم بعكس معاملاتهم له، فإذا تأمَّلْنا وصية رسول الله لأصحابه المجاهدين الذين خرجوا لرد العدوان، نجد في جنباتها كمال الأخلاق، ونُبل المقصد، فها هو ذا رسولُ الله يوصي عبدالرحمن بن عوف عندما أرسله في شعبان سنة 6هـ إلى قبيلة (كلب) النصرانية الواقعة بدومة الجندل، قائلاً: (اغْزُوا جمِيعًا فِي سبِيلِ اللهِ، فقاتِلُوا منْ كفر بِاللهِ، لا تغلوا، ولا تغْدِرُوا، ‏ولا‏ ‏تُمثِّلُوا، ‏ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، فهذا عهْدُ اللهِ وسِيرةُ نبِيه فيكم)؛ رواه الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرِّجاه، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح، والطبراني: المعجم الأوسط.

 

وكذلك كانت وصية رسول الله للجيش المُتجه

إلى معركة مؤتة؛ فقد أوصاهم قائلاً: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتِلوا مَن كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تَغدروا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعةٍ)؛ أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود، والترمذي، والبيهقي.

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن امرأة وُجِدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتْل النساء والصبيان؛ رواه البخاري ومسلم.

 

وفي رواية لهما: (وُجِدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان).

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على دعوتهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرِض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلِم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطِع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه من النار)؛ رواه البخاري.