فتنة سيدنا داوود بين الحقيقة والافتراء
التأمل فى قصص القرآن من اسباب زيادة الايمان وقال تعالي: "وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ".
التفسير الصحيح للآيات:أن "داوود" عليه السلام كان قد قسّم مهام أعماله، ومسئولياته نحو نفسه، ونحو الرعية علي الأيام، وخص كل يوم بعمل، فجعل يومًا للعبادة، ويومًا للقضاء وفصل الخصومات، ويومًا للاشتغال بشئون نفسه وأهله، ويومًا لوعظ بني إسرائيل، ففي يوم العبادة: بينما كان مشتغلًا بعبادة ربه في محرابه، إذ دخل عليه خصمان تسورا السور ولم يدخلا من المدخل المعتاد، فافزع منهما، وفزع فزعًا لا يليق بمثله، وظن بهما سوءًا وأنهما جاء يقتلاه، ولكن تبين له:
قال الشيخ حسن أيوب: عندما استمع "داوود" للقضية كما عرضها أحد الخصمين، وأنه تحمل ظلمًا صارخًا لا يحتمل التأويل، ومن ثم اندفاع "داوود" عليه السلام على أثر سماعه لهذه المظلمة الصارخة، ولم يستمع إلى الخصم الآخر، ولم يوجه له حديثًا، ولم يطلب إليه بيانًا، ولم يستمع إلى حجته، ولكنه مضى يحكم بقوله: "لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ" فعاتبه الله تعالى على ذلك، فاستغفر ربه وخر راكعًا وأناب.