الرضا هو ثمرة المحبة لله
الرضا هو ثمرة المحبة لله وقال الله تعالى لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ اعلم أن الرضا ثمرة المحبة لله من أحب شيئا أحب فعله فالمحبة ثمرة المعرفة فإن من أحب شخصا إنسانيا لاشتماله على بعض صفات الكمال أو نعوت الجمال يزداد حبه له كلما زاد به معرفة و لو تصورا فمن نظر بعين بصيرته إلى جلال الله تعالى.
و كماله الذي يطول شرح تفصيل بعضه و يخرج عن مقصود الرسالة أحبه- وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ و متى أحبه استحسن كل أثر صادر عنه و هو يقتضي الرضا فالرضا ثمرة من ثمرات المحبة بل كل كمال فهو ثمرتها فإنها لما كانت فرع المعرفة استلزم تصور رحمته رجاء و تصور هيبته الخشية له و مع عدم الوصول إلى المطلوب الشوق و مع الوصول الأنس و مع إفراط الأنس الانبساط و مع مطالعة عنايته التوكل و مع استحسان ما يصدر عنه الرضا و مع تصور قصور نفسه في جنب كماله و كمال
قَالَ مَا أَنْتُمْ قَالُوا مُؤْمِنُونَ فَقَالَ مَا عَلَامَةُ إِيمَانِكُمْ قَالُوا نَصْبِرُ عَلَى الْبَلَاءِ وَ نَشْكُرُ
عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ نَرْضَى بِمَوَاقِعِ الْقَضَاءِ فَقَالَ مُؤْمِنُونَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ.