فوائد التفكر في خلق الإنسان
إنّ دعوة الإنسان ليتفكر في نفسه لم تكن يوماً ما دعوةً عبثية، أو بقصد التسلية، بل هي تدخل في لبِّ وظيفة الإنسان على هذه الأرض كعابد لله تعالى، وكخليفة له؛ فهذا التفكر من شأنه أن يوصل الإنسان إلى الله، خالقه؛ الذي صوَّره على أحسن صورة، وأن يدخل اليقين إلى النفس، وكم من أشخاص اهتدوا سبيل الرشاد نتيجةً لمثل هذا النشاط الراقي. إلى جانب ذلك، فإن تفكّر الإنسان في نفسه من شأنه أن يوصله إلى حلول لمشاكله، وإلى سبل لإنهاء المعاناة الناتجة عن بعض الأمراض التي تصيب جسمه وتتوغل فيه، الأمر الذي يُطوّر الأوضاع الصحية بشكل عام، وما التقدم الرهيب الذي شهدته الحقول الطبية في عصرنا الحالي إلا ثمرة التفكر الذي دام لعقود، وعقود.
أيضاً، فإنّ مشاكل الإنسان لا تقتصر على الأمراض الجسمانية وحدها، فهناك أمراض نفسية، وأخرى مجتمعية، تتعلق بالسلوكات الإنسانية، والأحوال النفسية لبني آدم، ومن هنا فإن التفكر قد يدخل في مثل هذه المجالات أيضاً، فيساعد على إيجاد الحلول المبتكرة لمشكلاتها.
كثرة تعامل الإنسان مع الأشياء من حوله تفقده معناها، وقيمتها الحقيقية، الأمر الذي يجعل كلّ شيء مبتذل في نظر الإنسان، ومن هنا فإنّ مشكلة