كثرة العتاب من أهم أسباب فقد الأحباب فعاتب على قدر الود
كثرة العتاب من أهم أسباب فقد الأحباب، وقالت أمينة عبد السلام استاذة التربية الاسلامية باللغة الانجليزية ان العتاب يُرسل برسائلَ سلبية كثيرة من العاتب إلى المعتوب عليه، أبرزها: أن العاتب لا يحتمل لأخيه أدنى شيء منه، وأنه دائما ما يسيء الظنَّ بأخيه، وأنه ينظر إليه بعين الاتهام بالتقصير، وكلها أمور تنتهي بالصداقات الراسخة، والأخوة الصادقة إلى القطيعة الدائمة، لذلك كان على المسلمين معرفة القواعد المثلى في تطبيق العتاب بين الأحباب.
لقد حرص الإسلام أشد الحرص على تماسك المجتمع الإسلامي بكل مكوناته، تماسك الأسرة، تماسك الحي، تماسك المدينة، تماسك البلاد، تماسك الأمة بأسرها، ومن أجل ذلك؛ قرر كل الأصول والقواعد التي تحفظ الوحدة والتماسك بين مكونات الأمة. ونظراً لأن الاختلاف سنة ماضية في الخلق والكون (ولا يزالون مختلفين).
فقد أسس الإسلام لأدوات بقاء المودة والألفة ودوامها، ومن أبرزها العتاب الرقيق، والمعاتبة اللطيفة. فالعتاب والمعاتبة، من آكد ما يبقي المودة، ويُشعر بالرحمة، والقرب، والألفة.ولذلك نجد في القرآن الكريم كيف أن الله-جل وتعالى-كان يعاتب أنبياءه، ورسله،
قال تعالى:(عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) التوبة 43 ، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) التحريم 1 ، وقال: (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) عبس .
وقال: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) التوبة 118.