رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق إلى الله هو طريق سلامة النفس

اسم الله السلام
اسم الله السلام

السلام هو من اسماء الله الحسنى وإن من آمن باسم الله السلام حقيقة الإيمان، ترسَّخ ذلك في قلبه وظهر على جوارحه آثارًا بينات لا تخطئوها عين عاقل، ومن تلك الآثار:

 

وأن نسعى في السلام مع الله: بألا نأتي ما يوجب غضبه وعقابه، فنبتعد عن المعاصي ونقيم الفرائض، ونتورع عن الحرام، ونتحرز أن نقول على الله بغير علم... فمن الناس -عياذًا بالله- من يؤذي الله بأفعاله وأقواله، وهذا نموذج نقله لنا أبو هريرة -رضي الله عنه- قائلًا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -عز وجل-: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" (متفق عليه).

 

و أن طريق الله هو طريق سلامة النفس: ولا سلامة في سواه؛ فإن العبد إذا عاش في ظلال هذا الاسم العظيم، وفهم متطلباته وواجباته، علم أن عليه تطبيق منهج الله -عز وجل- في حياته بأسرها، وأن هذا التطبيق هو طريق السلامة مع النفس ومع الله، فإن الإنسان إذا خالف فطرته  فبنى مجده على أنقاض غيره، واغتنى من دماء الفقراء، وصعد على رقاب المطحونين... عذبته نفسه عذابًا شديدًا، فيعيش حالة احتقار لذاته وانهيار داخلي وتأنيب للضمير، لكنه إذا طبق منهج الله -عز وجل- كان الرضى والسلام والطمأنينة.

 

و أن يكون العبد مصدرًا للسلام لكل من حوله: فينضم إلى قافلة عباد الرحمن الذين قال -عز وجل- فيهم: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان:63]، ومعناه: سلامًا لا عداوة بيننا وبينكم ولا شر، بل اللين وخفض

الجناح والرحمة والصفح والمغفرة، وقد عرَّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلم بأنه: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" (البخاري)، ولما سئل -صلى الله عليه وسلم-: أي المسلمين خير؟ أجاب بنفس الإجابة: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" (مسلم).

 

و قيمة إفشاء السلام بين الناس: فالسلام شعار للمسلمين، وهو رسالتهم في حياتهم، والسلام كذلك طريق إلى نشر المحبة بين المسلمين ومن ثم فهو طريق إلى الجنة، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (مسلم).

 

و الحرص على سلامة القلب وعدم تدنيسه: وذلك بأن يكون قلب العبد سليمًا من الشهوات والشبهات، سليمًا من الأمراض كالكبر والبغضاء والحسد، وهذا القلب هو من ينجي صاحبه يوم القيامة، قال -تعالى-: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88-89]، فالقلب السليم -وحده من بين القلوب- هو المؤهَّل لدخول دار السلام.