عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل التقرب والتعبد باسم الله السلام

اسم الله السلام
اسم الله السلام

 السلام هو من أسماء الله الحسنى، وأن الله -عز وجل- هو السلام، فقد دلَّ عباده على ما فيه سلامتهم، وحذرهم مما فيه هلاكهم، فأرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب التي ترشدهم وتهديهم إلى سبل السلام، قال تعالى: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) [المائدة:16]، وهؤلاء الرسل الذين أرسلهم الله قد حفظهم وسلمهم من كل سوء ليتمكنوا من تبليغ رسالته للناس أجمعين، قال -سبحانه-: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) [النمل:59]، وقال -عز من قائل: (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) [الصافات:180]، ثم إنه -عز وجل- وصف ليلة نزول القرآن -خاتم كتبه- بأنها "ليلة سلام"، فقال -تعالى- عن ليلة القدر: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:5].

 

 وهذا القرآن الكريم -الذي نزل في ليلة السلام- هو دستورٌ للسلام؛ فلن يتحقق سلام حقيقي في الأرض أبدًا ما لم يُطَبَق هذا القرآن واقعًا حيًا ملموسًا، وستظل البشرية معذبة حائرة تتخبط في أودية التيه والضياع حتى تفيء إليه فتحيا به وعليه.

 

 ومن أقام هذا القرآن لم يفز بالسلام فقط في دنياه؛ بل إنه في الآخرة لمن أهل السلام، قال -تعالى-: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:38]، فهو الآمن من فزع يوم القيامة؛ (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) [الأنبياء:103]، ثم مصيرهم ومأواهم هي الجنة دار السلام، هكذا سماها الله حين قال: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [الأنعام:127]، وما سماها -عز وجل- دار السلام إلا لأنها مبرأة من كل العيوب، وسالمة من كل متاعب الدنيا وهمومها وأحزانها وآفاتها، فمن دخلها يعيش فيها في سلام من كل ما يقطعه عن التنعم بها من موت أو مرض أو ملل أو خروج منها... فهي دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع

ولا تتنغص.

 

 ومن أولى لحظات دخول أهل الجنة فيها يُنثَر فوق رءوسهم السلام؛ فتستقبلهم الملائكة به، فقد قصَّ الله -تعالى- علينا هذه اللحظة قائلًا: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر:73]، وهذا السلام -عز وجل- يقول لهم عند دخولهم: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) [ق:34]، ويصيرون هم أنفسهم أهل سلام؛ حين يُنزع من قلوبهم الغل والحقد والحسد... قال -عز وجل-: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].

 

 بل وقبل هذا كله وعند قبض أرواحهم فإنها تقبض في سلام؛ فذلك قول الله -تعالى-: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) [الأحزاب:44]، قال البراء بن عازب: (يَلْقَوْنَهُ) أي: "يلقون ملك الموت، فلا يقبض روح مؤمن إلا يسلِّم عليه"، أو هو يقرئه السلام من ربه، فقد قال ابن مسعود: "إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال: ربك يقرؤك السلام"، وقيل: "تسلم عليهم الملائكة حين يخرجون من قبورهم تبشرهم" (تفسير الخازن)، فذلك أيضًا قول الله: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل:32].