عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على اسم الله السلام

 اسم الله السلام
اسم الله السلام

السلام هو من أسماء الله الحسنى وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام" (مسلم)، فالسلام اسم من أسماء الله -عز وجل-، ولم يذكر في القرآن إلا مرة واحدة، في قول الله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ) [الحشر:23]، واسم الله السلام مأخوذ من السلامة، فهو -سبحانه- السالم من مماثلة أحد من خلقه، والسالم من النقص، ومن كل ما ينافي كماله -سبحانه-، والله -تعالى- أولى "وأحق بهذا الاسم من كل مسمى به.

 

واسم الله السلام مأخوذ من السلامة، فهو -سبحانه- السالم من مماثلة أحد من خلقه، والسالم من النقص، ومن كل ما ينافي كماله -سبحانه-، والله -تعالى- أولى "وأحق بهذا الاسم من كل مسمى به؛ لسلامته -سبحانه- من كل وجه، فهو سلام في ذاته وصفاته عن كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل شر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، وحياته -سبحانه- سلام من الموت ومن السنة والنوم، وقيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره، وملكه سلام من منازع أو معاون، وإلهيته سلام من مشارك، وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة أو مصانعة، وعذابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من أن يكون ظلمًا أو تشفيًا أو غلظةً أو قسوةً، وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور، وعطاؤه سلام من كونه معاوضة، واستواؤه على عرشه سلام من أن يكون محتاجًا إلى ما يحمله، ونزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا سلام مما يضاد علوه، وكماله سلام من كل ما يتوهمه معطل أو مشبه... (بدائع الفوائد

لابن القيم)؛ فهذا هو المعنى الأول لاسم الله السلام.

 

أما المعنى الثاني: فهو أنه -سبحانه- مصدر السلام والأمن، وكل من ابتغى السلامة عند غيره -سبحانه- فلن يجدها، وهل يضر أحدٌ من سلَّمه الله؟! كلا، وحاشا لله، قال -تعالى-: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107].

 

أما المعنى الثالث لاسم الله السلام فهو الذي سلَّم مخلوقته من الخلل والفطور والعيب؛ أوما قال -تعالى-: (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) [الملك:3]، وقال عن الخلق عامة: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) [السجدة:7]، فاسم الله السلام يتجلى في كل خطوة يخطوها الإنسان على الأرض من يوم خلْقِه إلى يوم وفاته، وكل ذرة في الكون تشهد بسلامته من التفاوت والخلل والاضطراب؛ أفلاك تدور منذ ملايين السنين في نظام ثابت لا يضطرب: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس:40]، فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض لا تتجاوزه بالنقص ولا بالزيادة، ولو اقتربت من الأرض لاحترق كل ما عليها، ولو بعدت لتجمدت كل ما عليها، كل ذلك لتعيش الكائنات في سلام.