رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على اسم الله القدوس

كتاب الله
كتاب الله

القدوس هو من أسماء الله الحسنى ولاسم الله القدوس معنيان، أما الأول فهو من القدس وهو الطهر، وفي القرآن على لسان الملائكة قالوا: (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) [البقرة: 30].

 

فأصل التقديس التطهير؛ أي نطهِّرك عن النقائص وعن كل سوء، ونصفك بما يليق بعزك وجلالك من العلو...

 

أما المعنى الثاني: فالقدس هو البركة، وعليه فالأرض المقدسة هي المباركة، وحمل على ذلك قوله -تعالى-: (يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) [المائدة: 21]، وهي تلك الأرض التي وصفها الله في آية أخرى بقوله: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 71]، فوصفها بالبركة.

 

والخلاصة أن القدوس من أسماء الله -جل وعلا-، وأن معناه: المبارك الطاهر المطهَّر المنزَّه عن كل عيب ونقص وشين، المبرَّء من الند والشريك والصاحبة والولد والمثيل والشبيه والكفؤ والسميّ والمضاد، مع الإجلال والتعظيم، وهذا كله ما قرره الله -سبحانه وتعالى- في كتابه تقريرًا، فقال -عز من قائل-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: 11]، وقال: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص: 4]، وقال -سبحانه-: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم: 65]، وقال أيضًا: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ) [الأنعام: 101].

 

يقول ابن القيم في النونية:

هذا ومن أوصافه القدوس ذو التـ *** ــنـزيـه بالـتـعــظـيـم للرحمن

 

أيها المؤمنون: لقد ورد اسم الله القدوس في القرآن الكريم مرتين مقترنًا في كليهما باسم الله "الملك"، الأولى في سورة الحشر وهي قوله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) [الحشر:23]، والثانية في سورة الجمعة وتقول: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) [الجمعة: 1].

 

وفي السنة تخبرنا أم المؤمنين عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه وسجوده: "سبوح قدوس، رب الملائكة

والروح" (مسلم)، وعن أبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بثلاث ركعات، كان يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد، ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ، قال عند فراغه: "سبحان الملك القدوس"، ثلاث مرات يطيل في آخرهن (النسائي).

 

أيها المسلمون: الآن وقد أدركنا معنى اسم الله -عز وجل- القدوس، وعلمنا ما يجب أن ننزه عنه القدوس إجمالًا، فتعالوا بنا نستعرض ذلك تفصيلًا من خلال النقاط التالية:

أولًا: تنزيهه -تعالى- عن الشركاء والأنداد والصاحبة والولد: قال -عز وجل-: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء:111].

 

 أن نثبت لله -تعالى- ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات: وهي مبثوثة في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة، وكلها للكمال والجمال والجلال، وشرط ذلك أن يكون من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وقد قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180].