عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تيسير الزواج في الإسلام

الزواج في الاسلام
الزواج في الاسلام

إن مما يُحزِن القلب ما نُشاهده في واقِع كثيرٍ من الناس من كثرة العراقيل والعقبات التي وُضِعت في طريق النكاح، في طريق الحلال مع كثرة الفِتن وقيام سوق الشهوات، وتيسر الحرام؛ فمِن العقبات التي يجب التعاون على حلِّها وإزالتها فيما يتعلق بأمر النكاح كثرة تكاليف النكاح إلى حدٍّ أصبح النكاح معه عسيرًا على كثيرٍ من الناس.

 

فاتقوا الله ،و التقوى مطلوبةٌ من الجميع، من أولياء النساء ومن المتزوجين وأُسرهم وعوائلهم، وجميع أفراد المجتمع، فإن عُلو كُلفة الزواج يرجِع كثيرٌ منها إلى عوائد، وإلى أعراف، وإلى تقاليد شاعت في المجتمعات حالت دون تيسر الزواج وتسهيله، فاحرصوا على تقليل كُلفَة النكاح ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا؛ فإن قلَّة الكُلفة، ويُسر المؤونة مما يُعظِم الله – تعالى - به البركة في هذا الارتباط، وفي ذلك النِكاح. عن عائشة - رضي الله تعالى عنها – أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «إن أعظم النكاح بركةً أيسره مؤونةً» ، أعظم النكاح بركةً على الزوجين، وعلى أهلهما، وعلى المجتمع هو ما كان أيسر مؤونةً، أي ما كان أيسر كُلفة، وليس فيه عناءٌ ولا مشقَّة؛ قال عُمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -: "لا تُغالوا في صُدُقِ النساء (أي: في مهورهن) فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا، أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -"، ثم بيَّن كيف كان صداقه - صلَّى الله عليه وسلَّم -، قال: "ما أصدق رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - امرأةً من نسائه، وامرأة من بناته أكثر من ثنتي عشر أوقية" فلا تُغالوا في مؤن الزواج ومهوره، وما يتعلق به؛ فإن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عَجِبَ من صحابيٍّ تزوج امرأةً بأربع أواقٍ من فِضَّة؛ حيث جاء رجلٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله: إني تزوجت امرأةً من الأنصار، فقال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «هل نظرت إليها، فإن في عيون الأنصار شيئًا؟»، قال: قد نظرت إليها، قال: «على كم تزوجت؟»، قال: على أربع أواقٍ من فِضة، فقال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أربع أواق!»، مُستكثرًا ذلك، «كأنما تنحتون الفِضة من أرض هذا الجبل» ، فاستكثر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا القدر من المهر في النكاح، وهو أربع أواقٍ، وهو شيءٌ يسير دون نِصاب الزكاة. فيسِّروا أمر النكاح، وتيسير أمر النكاح لا يختص المهرَّ فقط،

بل حدث في حياة الناس اليوم من التكاليف المحتفَّة بالزواج ما هو عسرٌ ومشقة على أهل الزوج وعلى أهل الزوجة، فهُناك حفلٌ للخطوبة، وهُناك حفلٌ للشبكة، وهُناك حفلٌ لكتب الكِتاب، وهُناك حفلٌ للزواج، وهُناك حفلٌ لما بعد الزواج ونحو ذلك.. في تكاليف طائلة لا يقوى عليها كثيرٌ من الناس. استمع إلى ما كان عليه حال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الولائم، جاءه عبد الرحمن بن عوف، وهو من كِبار الصحابة - رضي الله تعالى عنهم -، ومن تجَّارهم، فقال له: «تزوجت؟»، قال: نعم، فقال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «على كم؟»، قال: على نواةٍ من ذهب (نواة من ذهب يعني قدر عبسة، العبس: نوى التمر)، فقال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أولِم ولو بشاة» ، فهذا رسول الله يقول لأحد المبشرين بالجنة، وهو من تجَّار الصحابة: «أولِم ولو بشاة». فينبغي لنا أن نتواصى باتباع سُنَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في تيسير أمور الزواج والنكاح، دون أن نُحدِث في ذلك ما يكون عائقًا، ومؤونةً، وكُلفةً على الأزواج وأهليهم في إتمام الأمر على الوجه الذي يَرْضَى الله - تعالَّى - به. احفظوا قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إن أعظم النِكاح بركةً أيسره مؤونةً» ، أي: أيسره كُلفةً، يشمل ذلك جميع ما يتعلق بالزواج من مهرٍ، ووليمةٍ، واستعدادٍ، وتأسيسٍ، وتهيئةٍ، فكلما كان الأمر يسيرًا كان ذلك من أسباب البركة في الزواج، من أسباب حصول النجاح في الزواج، من أسباب سعادة الزوجين في الزواج، من أسباب ذهاب الشر عنهما، فيسِّروا ييسر الله لكم، وسهلوا يُسهل الله عليكم.