تعرف على ترتيب نزول سور القرآن الكريم
إنَّ سور القرآن الكريم لم تُرتَّب على حسب وقت نزولها، بل كان ترتيبها كما أشرنا سابقاً بأمرٍ من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أنَّ تاريخ نزول كلِّ سورةٍ غير معروفٍ غالباً؛ لأنَّ الصَّحابة لم ينقلوا وقت نزول كلِّ سورةٍ، فقد كان جلُّ اهتمامهم عند نزول الآية أو السُّورة حفظها وفهمها وتدوينها، ولم يلتفتوا لتاريخ نزول كلِّ سورةٍ، إلَّا أنَّ بعض الآيات كان نزولها متعلِّقاً ببعض الأحداث، كالآيات التي كانت تنزل بعد غزوةٍ ما، فتلك السُّور يمكن للعلماء التنبُّؤ تاريخها، وبناءً على ذلك تمَّ تقسيم السُّور إلى سورٍ مكيَّةٍ وسورٍ مدنيَّةٍ حسب وقت نزولها قبل الهجرة أو بعدها.
وإنَّه من المعلوم أنَّ القرآن لم ينزله الله -تعالى- دفعةً واحدةً على رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، بل كان جبريل -عليه السّلام- ينزل عليه الآيات على فترات، إمَّا للإجابة عن سؤالٍ معيَّنٍ، أو للتَّعليق على حدثٍ أو غزوةٍ، أو لتفصيل حكمٍ ما، أو للتَّشجيع في وقت الفتور، ومن ذلك استنتج العلماء السَّابقون الظُّروف التَّاريخيَّة التي تحيط بكلِّ سورةٍ، وعرفوا الوقت الهجريَّ لنزولها، وأنشأوا التَّقويم الهجريّ بدقَّةٍ متناهيةٍ.
أوَّل ما نزل من القرآن الكريم أول آيات سورة العلق ودليل ذلك، قول عائشة أمِّ المؤمنين -رضي الله عنها-: أنَّ أوَّل ما نزل من القرآن الآيات
هناك من اعتبر أن أوائل آيات سورة المدثر وهي قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)، هي أول ما نزل في رسالة النبي لاحتوائها على أمر النبي بإنذار قومه، فتكون سورة العلق هي أوَّل ما نزل بالنُّبوَّة، بينما سورة المدَّثِّر أوَّل ما نزل من الرِّسالة، وتكون كِلا السُّورتين أوَّل ما نزل من النُّبوَّة ومن الرِّسالة، وذلك أخذا بقول الصَّحابي جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: أنَّ أوَّل ما نزل هي سورة المُدَّثِّر.