رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على تفسير قول الله تعالى "فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق"

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى القرآن الكريم من اسباب زيادة الايمان وقال تعالى { فلا اقسم بالشفق  والليل وما وسق  والقمر إذا اتسق  لتركبن طبقا عن طبق } .

 

وقال اهل العلم فى هذه الآيات مقسم به وهو الشفق والليل والقمر، ومقسم عليه وهو تغير الأحوال للإنسان فى دنياه وفى أخراه ، وبيان ذلك أن الشفق هو الحمرة التى تكون فى الجو عند مغيب الشمس على المختار من الأقوال فى المراد به ، ومعنى وسق جمع وضم وحمل ، فإذا جاء الليل جمع الظلام تحت سلطانه كل كائن غابت عنه الشمس ، وأوى إلى حيث يبيت ويستريح ومعنى اتسق كمل واستوى، وذلك حين يكون القمر بدرا .

 

إن هذه الأمور تبدو فيها ظاهرة التغير والتحول ، فبعد ضوء النهار وما يبعث فيه من حركة ونشاط تحت سلطان الشمس بقوتها، تغيب تلك الشمس وتتوارى ، ويجىء الليل بظلامه فيحد من الحركة ويقلل من النشاط ، وتصير الكائنات فى حالة أشبه بالموت بعد الحياة .


والقمر كان فى المحاق ثم صار هلالا ازداد نوره حتى تم بدرا ، ثم يعود فى دورته إلى المحاق والظلمة مرة أخرى . وكما هو معهود من التناسب بين المقسم به والمقسم عليه نرى ظاهرة التغير والتحول واضحة فى قوله : {لتركبن طبقا عن طبق } .


فى بعض القراءات "لتركبن "بفتح الباء خطاب للمفرد، والمخاطب بذلك قيل : هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى لتكونن لك حال بعد حال فى دعوتك ومكانتك فإن كذبتك قريش اليوم فسيصدقونك غدا ، ولئن علا سلطانهم يوما فسيعلو سلطانك عليهم أياما {فاصبر إن وعد الله حق } واستمر فى دعوتك حتى يأتيك اليقين ، وقيل : إن المخاطب بذلك أى إنسان ، والمراد بيان أنه ستتقلب به الأحوال من قوة إلى ضعف ومن غنى إلى فقر ومن صحة

إلى مرض ، وبالعكس ، وتنتهى الحياة بالموت ، فشأن الحياة هو التغير والتحول حسا ومعنى ، وصاحب السلطان فى كل ذلك هو رب العزة الذى يجب أن يؤمن به كل مخلوق .
وفى القراءات الأخرى "لتركبن " بضم الباء خطاب للجميع .

 

والمعنى لتتغيرن أحوالكم فى مستقبل حياتكم كما تغيرت من قبل ، حين خلقكم الله فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ، وطورا بعد طور، وستنتهون من حياتكم بما فيها من تفاوت وتقلب إلى الموت ، ومن قدر على ذلك فهو قادر على أن يبعثكم من القبور ويحشركم إليه ويحاسبكم على ما قدمتم ، فمنكم من يعطى كتابه بيمينه ، ومن يعطى كتابه بشماله ، بعد أن ظن أنه لن يحور، أى يعود إلى الحياة مرة أخرى ، ثم بعد ذلك يسوقكم إلى الجنة أو النار زمرا، لكل فيها طبقة ومنزلة تتناسب مع عمله ، فما لهؤلاء القوم لا يؤمنون بعد هذه الأدلة القوية وما لهم لا يسجدون للقرآن الذى يدل بإعجازه على صدق محمد الأمى فى أنه منزل من عند الله ، وفى أنه صادق فى دعوته ورسالته ؟ {بل الذين كفروا يكذبون . والله أعلم بما يوعون }.