هل يجوز أن تكتب بعض آيات القرآن يعلقها المريض أو يمحوها بالماء من أجل الشفاء ؟
يسأل الكثير من الناس هل يجوز أن تكتب بعض آيات القرآن يعلقها المريض أو يمحوها بالماء من أجل الشفاء ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال
أما أن القرآن شفاء فذلك أمر لا شك فيه ، قال تعالى {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } الإسراء : 82 ، وقال {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور } يونس : 57 .
وقد حمل كثير من العلماء الشفاء على ما يعم الشفاء من الأمراض العقلية والنفسية والخلقية والجسمية، حيث لا يوجد ما يمنع ذلك .
فهو يصحح الفكر والعقيدة ، ويهذب النفس ويمنحها الأمن والطمأنينة ، ويقوم السلوك بالأخلاق الحميدة ، ويزيل العلل والأمراض التى تعترى الأجساد .
وقد روى البخارى ومسلم حكاية سيد الحى الذى لدغ ، ورقاه المسلمون بفاتحة الكتاب فشفاه الله ، وأخذوا على ذلك أجرا أقرهم عليه النبى صلى الله عليه وسلم وقال "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله تعالى " والحديث بطوله موجود فى زاد المعاد لابن القيم "ج 3 ص 121 " وذكر أن ابن ماجه روى فى سننه من حديث على قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الدواء القرآن " ووضح تأثير العلاج بالقرآن توضيحا كبيرا يمكن الرجوع إليه .
وقال بعض العلماء : إن المراد بشفاء القرآن هو ما عدا شفاء الأجسام ، بدليل أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر أن لكل داء دواء إلا الموت أو إلا الهرم ، وأمر بالتداوى ، عند المختصين كالحارث بن كلدة ، وعالج بالفصد والحجامة وشرب العسل وبغير ذلك مما وضحه ابن القيم فى كتاب الطب النبوى .
والحق أن علاج الأمراض البدنية مطلوب عند المختصين ، والقرآن هو الذى أرشد إلى ذلك بسؤال أهل الذكر، وبالأمر بالتعلم والإفادة . مع الإيمان بفاعليته فى العلاج الفكرى والنفسى ، وقد ذكر السيوطى فى "الإتقان "ج 2 ص 163 طرفا من خواص القرآن فى العلاج العام ، وأورد حديث ابن ماجه عن ابن مسعود
ثم ذكر السيوطى أن النووى قال فى شرح المهذب : لو كتب القرآن فى إناء ثم غسله وسقاه المريض فقال الحسن البصرى ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعى :
لا بأس به ، وكرهه النخعى، قال : ومقتضى مذهبنا - الشافعية - أنه لا بأس به . قال الزركشى : وممن صرح بالجواز فى مسألة الإناء العماد النيهى، مع تصريحه بأنه لا يجوز ابتلاع ورقة فيها آية ، لكن أفتى ابن عبد السلام بالمنع من الشرب أيضا ، لأنه يلاقى نجاسة الباطن . وفيه نظر .
هذا ما نقل عن العلماء فى جواز العلاج بالقرآن قراءة من الجواز، فهو نافع إن شاء الله وبخاصة إذا كان القارئ صالحا ترجى بركته ، أو دعا الله بعد قراءة القرآن فقد يستجيب الله الدعاء، وقد رأينا أن النبى صلى الله عليه وسلم فى علاج لدغة العقرب أخذ بالوسائل المادية مع قراءة القرآن .
ورأينا اختلاف العلماء فى كتابة القرآن ومحوه بالماء وشربه للاستشفاء ما بين مجيز ومانع ، مع تحرزهم من تعرض القرآن للنجاسة أو الإهانة.