رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما هي الظلمات الثلاث المذكور في سورة الزمر

الشيخ عطية صقر
الشيخ عطية صقر

يسأل الكثير من الناس ما هي الظلمات الثلاث المذكورة فى سورة الزمر فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال الكلام فى تفسير هذه الظلمات كثير، وأحسن ما قيل فيها أنها ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة. وهو المنقول عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك .

 

وقيل : ظلمة صلب الرجل وظلمة بطن المرأة وظلمة الرحم ، وهذا مذهب أبى عبيدة ، يقول القرطبى : أى لا تمنعه الظلمة كما تمنع المخلوقين ، أى أن الله سبحانه يخلق الإنسان فى بطن أمه طورا بعد طور، من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظام إلى لحم ، وقيل فى معنى " خلقا من بعد خلق " خلقا فى بطون أمهاتكم من بعد خلقكم فى ظهور آبائكم ، ثم خلقا بعد الوضع ، كما ذكره الماوردى.

 

لقد ورد ذكر الظُّلمات الثَّلاث في القرآن الكريم في سورة الزمر بقوله تعالى: {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ

خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ}.

 

حيث جاء في تفسيرها عند ابن كثير بأنَّها: ظلمة المشيمة وظلمة الرَّحم اللذان يحميان الطِّفل ويعدَّان كحاجزيقي الجنين وتحميه من الصدمات، أمَّا الظُّلمة الثَّالثة فهي ظلمة بطن المرأة الحامل به، وقد ذهب إلى هذا القول عكرمة ومجاهد والضَّحاك وأبو مالك وابن عباس.

 

ما هي الظلمات الثلاث عند الطبري؟ ولقد قال الطُّبري في تفسيره للظُّلمات الثَّلاث في قوله تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ

خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ}،أنَّ هذه الظُّلمات الثَّلاث هي ظلمة الرَّحم وظلمة المشيمة وظلمة البطن، وقد اعتمد الطُّبري في قوله هذا على العديد من التَّآويل والتَّفاسير التي وصلت إليه، ومما ذكره في تفسيره قولٌ ورد عن هناد بن السريّ عن أبو الأحوص عن سماك والذي نقل عن عكرمة بأنَّ الظلمات الثَّلاث هي ظلمة المشيمة وظلمة الرَّحم ومن ثمَّ ظلمة البطن.

 

ومن الطُّرق التي أوردها أيضًا في تفسيره ما قاله محمد بن سعد عن أبيه عن عمه لينتهي القولللصَّحابي ابن عباس الذي فسَّرها بأنَّها ظلمة بطن الحامل ومن ثمَّ ظلمتا الرَّحم والمشيمة، وقد ورد في تفسير الطُّبري أنَّ هذه الظُّلمات متداخلة مع بعضها فالجنين يكون في ظلمة المشيمة والتي تكون بدورها داخل ظلمة الرَّحم لتأتي بعدها ظلمة البطن وهي الظُّلمة الثَّالثة، وقد ورد عن الضَّحاك أن المشيمة هي تلك الطَّبقة التي تكون على الولد حال خروجه من رحم أمُّه، في حين يُطلق عليها عند بقية الكائنات التي تلد كالإبل والخيل وغيرها باسم السَّلى.