رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى رحيله .. أبو العينين شعيشع أول مصري يقرأ القرآن في المسجد الأقصى

 الشيخ أبوالعينين
الشيخ أبوالعينين شعيشع

في مثل هذا اليوم الأربعاء 23 من يونيه من عام 2011رحل عن عالمنا أحد القراء الكبار وأحد عمالة الجيل الذهبى ، ومن الأعلام البارزين في دولة تلاوة القرآن الكريم،  أول قارئ مصري يقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى، وأول قارئ للقرآن يسافر للدول العربية عام 1940.إنة الشيخ أبوالعينين شعيشع.

 

قارئ تظن من سماعك لصوته أنه الشيخ محمد رفعت ولكن عند تركيزك أكثر تجد أنك أمام القاريء أبوالعينين شعيشع، القاريء الذى هام بصوت الشيخ رفعت واعتبره مثله الأعلى فكان الأقدر على تقليده.

 

كان الشيخ شعيشع صاحب صوت فريد محبا للقرآن فكان يقرأ من قلبه ويصل إلى قلوب المستمعين، وكأنه صوت من السماء.

(اقرأ أيضًا)

في الذكرى الـ23 لرحيل الشيخ الشعراوي.. محطات في حياة إمام الدعاة

نشأته وحياته

 ولد الشيخ شعيشع في مدينة ومركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ في 22 أغسطس 1922، والتحق بالكُتاب وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ يوسف شتا وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936، وهو في الرابعة عشرة من عمره بعد مشاركته بالتلاوة في أمسية دينية في المنصورة في 1936.

 

بداية ظهوره

قال عن نفسه متحدثًا عن تلك الفترة: "كنت أنام أسفل دكة المقرئ حتى ينتهى من تلاوته"، لتبدأ شهرته بعدها تزداد يومًا بعد يوم، ويدعى لإحياء ذكرى "شهداء المنصورة"، ويفاجئ الحضور بالدخول إلى ساحة الاحتفال مرتديًا "البدلة والطربوش"، وما أن يبدأ في تلاوة: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتا" إلا وجذب إليه أفئدة الحاضرين قبل أسماعهم.

بعدها بثلاث سنوات دعى لإحياء مأتم "الشيخ الخضري" أحد كبار علماء الدلتا آنذاك، فاستمع إلى تلاوته الشيخ عبد الله عفيفي، الذي شغل منصب المحرر العربى بديوان الملك فاروق، ثم صار إمامًا للملك، فدعاه إلى الالتحاق بالإذاعة، ونسق له لقاء مع سعيد باشا لطفي، مدير الإذاعة آنذاك الذي حدد له موعدًا للاختبار.

 

وأمام لجنة الامتحان التي ضمت الشيخ أحمد شوريت، والدكتور إبراهيم مصطفى عميد كلية دار العلوم، والشيخ المغربي، ومصطفى رضا مدير معهد الموسيقى، قدم الشيخ شعيشع أداءً مذهلًا، منحه تعاقدًا مع الإذاعة ليصبح أصغر قارئ فيها بعمر ١٧ عاما ١٩٣٩.

وفي عام 1948 كان يتقاضى الشيخ شعيشع خمسة وعشرين جنيهًا في كل إذاعة له من محطة القاهرة وكان ذلك الأجر مبلغ يتقاضاه أكبر قراء في محطة الإذاعة.

 

علاقته بالشيخ رفعت

 

تنبأ له الشيخ محمد رفعت بمستقبل باهر في مجال القراء، بعد أن سمعه مرة في جلسة استماع حضرها مع أخيه، وقد كان الشيخ شعيشع متأثرًا به، وكانا على علاقة وطيدة، حتى إن الإذاعة استعانت به لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ رفعت فقد كان من أبرع من استطاع تقليده.

 

يحكى الشيخ شعيشع عن علاقته بالشيخ رفعت، فيقول، إن أحد الأشخاص أخبره بأن أناسًا قالوا للشيخ رفعت: "في واحد طالع جديد بيقلدك"، فأجاب على الفور: "عارفه وباسمعه واسمه أبو العينين شعيشع"، ليتوجه بعدها "شعيشع" إلى قدوته في "دولة التلاوة" مقبلًا رأسه فرحًا بتلك "البشرى" وبسماع الشيخ رفعت لتلاوته.

 

اتخذ الشيخ شعيشع لنفسه أسلوبًا خاصًا فريدًا في التلاوة بدءًا من منتصف الأربعينيات، وأخرج ما بصوته من إبداعات ونغمات كان قد كتمها لحين وقتها، وقد تميزت تلاوته بالشجن والحزن، مما حدا بمتخصصي القراءات أن يصفوه بلقب "ملك الصبا"، وهو المقام الموسيقي الذي يجسد حالة الشجن والحزن.

 

 

إتقانه لفن المقامات

 

كان لا يمكث في "مقام قرآني" واحد، ولا يكتفى بنغمة واحدة وإنما يؤدى وكأن صوته دوحة من الانتقالات النغمية، تميز بانتقاله من مقام لمقام دون مدرس أو معلم، مع الاحتفاظ الكامل بأحكام التلاوة، بطريقة سماعية صاغتها الموهبة.

 

تميز أيضًا بمهارة فائقة في الانتقال من النغمة الحادة

إلى المنخفضة، وقدرته على تصوير المعنى القرآنى بطريقة فنية تصويرية، فقراءته لآية: "هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ" يلبسها نغمات وأداء مقاميًا يظهر هذا الاستفهام ويبينه، وهو ما رافقه في رحلته القرآنية الطويلة.

 

أول مصري يقرأ بالمسجد الأقصى

 

وكان أول قارئ مصري يقرأ بالمسجد الأقصى، وله قصة طريفة رواها الكاتب الصحفى أحمد البُلك في كتابه: "أشهر من قرأ القرآن في العصر الحديث"، إذ أن إذاعة "الشرق الأدنى" ومقرها فلسطين دعته إلى قراءة القرآن من المسجد الأقصى ظهر جمعة أحد أيام عام ١٩٤٠، وكان عمره ١٨عامًا.

 

بعد وصوله فلسطين وبقائه هناك لأيام، قرر سحب جواز سفره والعودة إلى مصر مرة أخرى، وبسؤاله عن السبب قال: "والدتى وحشتني.. مش هاقدر أبعد عنها أكتر من كده"!، وبمجرد وصوله إلى القاهرة أدار مفتاح إذاعة "الشرق الأدنى" ليأتيه صوت مذيعها: "نحن في انتظار القارئ أبوالعينين شعيشع" ليفاجأ مسئولو الإذاعة بأن "الشيخ شعيشع" غادر فلسطين.

سفره للخارج

وزار سوريا والعراق في الخمسينيات، أصيب بمرض في صوته في مطلع الستينيات، غير أنه غلبه وعاد للتلاوة، وناضل في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء وقتئذ مثل الشيخ محمود علي البنا والشيخ عبدالباسط عبدالصمد وانتُخبَ نقيبًا لها سنة 1988، وبعدها أصبح قارئ لمسجد السيدة زينب منذ 1992.

 

وعين عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضوًا للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعميدًا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم، وعضوًا باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف وعضوًا بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة.

تكريماتة

حصل الشيخ شعيشع على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية.

حياتة الشخصية

والشيخ شعيشع له ثلاثة أولاد ولدان وابنة واحدة، ورغم أن زوجته الحاجة "حسنات" توفيت قبل رحيله بما يقارب الخمسة عشر عامًا، إلا أنه لم يتزوج بعدها، فقد عرف عنه وفاؤه الشديد لها، وكان يقول عن نفسه: "أنا رجل مشاعري لم تسمح لي بالزواج بعد وفاة زوجتي وفاءً لها رغم أن هذا حقي". وتوفي في 23 يونيو 2011 عن عمر يناهز 89 عامًا.

 

ساهم فى حفظ تراث الشيخ محمد رفعت

وفاته

توفي يوم الخميس، 23 يونيو من عام 2011م، بعد صراع طويل مع المرض، عن عُمر يُناهز 89 عاماً.

 

موضوعات ذات صلة:

يسافر بمستمعيه إلى عوالم أخرى.. الشيخ سيد النقشبندي صوت من السماء

اليوم.. الذكرى الـ52 لرحيل صاحب الصوت الباكي محمد صديق المنشاوي