عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقاصد سورة التوبة

القرآن الكريم
القرآن الكريم

التوبة من صفات المتقين ولعلّ من أعظم مقاصد سورة التوبة أنّها أعلنت أنّ الله ورسوله بريئون من أفعال المشركين وأنّ الله قد أذن بقتالهم وذلك بقوله: {بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}.

 

وقد ميّز -سبحانه وتعالى- بين الحقّ والباطل وبين الشرك والإيمان، مع تحذير المسلمين من شر المنافقين وفتنتهم، وقد كان في حادثة الثلاثة الذين أعرض عنهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون جميعًا مقصدٌ من مقاصد سورة التوبة ألا وهو أنّ عاقبة من يُعرض عن الداعي في سبيل الله ومن يتخلّف عن الجهاد يكون عقابه شديدًا في الدنيا والآخرة، إلّا إذا تاب واستغفر فإنّ الله غفورٌ رحيم.

 

ومن مقاصد سورة التوبة بيان أنّ المسلمين يؤمنون إيمانًا كاملًا بقضاء الله وقدره ويوقنون بأنّ كلّ ما قد يصيبهم هو بعلم الله وتقديره وبأنّه خيرٌ لهم وأنّه مولاهم وعليه يتوكلون، فقد قال -تعالى-: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، والتأكيد على وحدوية الله -جلّ وعلا- وبأنّ من قال بأنّ له ولدٌ أو جعل معه إلهًا آخر كاليهود والنصارى فإنّ الله مقاتلهم وأنّهم الأخسرون، وذلك في قوله -جلّ وعلا-: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن

قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}، والتأكيد على أنّ الدين عند الله الإسلام وأنّ هذا ما أتى به جميع الأنبياء والمرسلين.

 

ويتبين أيضًا من مقاصد سورة التوبة أنّ الله -جلّ وعلا- أكّد على أمر المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام في الأوامر والأحكام التشريعية المفروضة عليهم وفي أدائهم واجباتهم كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، فقد قال -تعالى-: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

 

وتوضح الآية الكريمة أنّ المساواة بين المؤمنين والمؤمنات كانت أيضًا في جنات النعيم التي وعدهم الله بها جزاء إيمانهم وإحسانهم.