رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما سبب تسمية سورة هود بهذا الإسم؟

بوابة الوفد الإلكترونية

التأمل فى القرآن الكريم من اسباب زيادة الايمان وسُمِّيت بهذا الاسم لتكرار اسم هود فيها خمس مرات، ولأنَّ ما حكي عنه فيها أكثر مما حكي عنه في غيرها من السور، وتخليدًا لجهود نبي الله هود -عليه السلام- في دعوة قومه عاد العتاة المتجبرين المغترين بقوة أجسادهم، لتوحيد الله عز وجل.

 

سورة هود من السور الطوال في القرآن الكريم، وجاء فيها من اللمسات البيانية الكثير، وقد وقف الدكتور فاضل صالح السامرائي على كلّ ما جاء من تأملات في سورة هود، ومنها ما في قوله تعالى بدايات سورة هود في الآية الكريمة: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}.

 

جاء القول في هذا الآية على لسان النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ الله تعالى أمره بتبليغ رسالته للبشرية والتي تأمر بعبادة الله الواحد الأحد، وقد جاءت مناسبةً لنهاية السورة حيث قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}.

 

وخطاب الله تعالى في هذه الآية لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن أمره بالعبادة، فقد تناسبت بداية السورة مع خاتمتها، بأنّ الله تعالى أمره ببليغ الرسالة، وأن يهدي الناس لعبادة الله وهو أيضًا مأمور بالعبادة مثلهم.

 

ومما جاء من تأملات في سورة هود في قوله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.

 

ذكر الله تعالى الإحكام والتفصيل معًا في هذه الآية، والمقصود إحكامه القرآن الكريم وتفصيله، من الله الحكيم الخبير، ولم يرد ذكر إحكام القرآن الكريم وتفصيله مُجتَمعَين معًا في موضع واحد إلا في هذه السورة، كان الذكر يأتي إمّا للإحكام أو للتفصيل، والحكمة الإلهية من ذكرهما معًا أنّ القرآن هو كتاب الله الحاكم الذي أحكم آياته حكمًا ليس فيه نقصٌ أو خلل، وفصّل ما يحتاجه العباد تفصيلًا دقيقًا من الله الذي يعلم خبر كلّ شيء فهو الخبير، وتأتي هذا الآية الكريمة كبداية لسورة هود التي تتحدى المشركين بأنّهم لم يكونوا يعلمون شيئًا عن أخبار الأمم السابقة إلا بعد نزول القرآن الكريم على النبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أهمية ما في هذا الكتاب، وأهمية الجهةِ المُرسلِة لهُ وهي الحكيم الخبير، وليس من كتاب أعظمُ حكمة من كتاب الله سبحانه وتعالى، والله أعلم.