رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إمام وخطيب السيدة زينب يكشف كيفية بر الوالدين بعد وفاتهما

ابراهيم البيومى امام
ابراهيم البيومى امام وخطيب مسجد السيدة زينب

 صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما فصلة الرحم واجبة في حد ذاتها، وتكون أوجبَ بعد وفاة الأصول كالأب والأم، وهذه الصلة تشمل الأعمام والعمات وأبنائهم، والأخوال والخالات وأبنائهم، والإخوة والأخوات من باب أولى. فنحرص على صلتهم والإحسان إليهم، وانتقاء الكلمات الطيبة لهم، وزيارتهم باستمرار حتى لا تنقطع صلة الرحم بعد وفاة الوالدين، وإنما تظل متصلةً؛ فننال بها أجر صلة الرحم وبر الوالدين بعد موتهما.

بهذا بدأ الدكتور ابراهيم البيومى امام وخطيب مسجد السيدة زينب حديثه حول كيفية بر الوالدين بعد وفاتهما وأضاف قائلًا: 

 مَن فاته الإحسانُ إلى والديه في حياتهما؛ فقد جعل الله تعالى لك ذلك بعد موتهما، سواء كان ذلك بالصدقة عليهما، أو بالاستغفار لهما، أو الدعاء، أو قضاء الديون، والنذور، والكفارات، أو إنفاذ عهدهما من بعدهما، أو صلة الرحم التي لا توصل إلَّا بهما، أو صلة أهل وُدِّهما، أو بالاعترافِ بفضلهما، والثناء عليهما، وغير ذلك من أنواع البر والإحسان إليهما. واحرص على زيارة قبورهم والدعاء الكثير لهم؛ يقول ابن الجوزي: زُر والِديكَ وقِف على قبريهما * فكأنني بك قد نُقلتَ إليهما لو كنتَ حيث هما وكانا بالبقا * زاراكَ حبْوًا لا على قدميهما

إن من فضل الله تعالى على الآباء والأبناء جميعا أنه لم يوقف البر على حياة الوالدين، ولم يقطعه بموتهما، بل أبقى حقوق البر على الابن بعد موت والديه لمن أراد الخير، وليفتح أبواب النفع أمام الحي والميت جميعا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل: هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما» رواه الطبراني وحسنه الألباني نتسارع جميعًا في بِرِّ الوالدين في حياتهما لننال بركة دعواتهما ونفوز برضا الله تعالى نظير هذا البر بالوالدين، وإذا كان بر الوالدين في حياتهما قد جمع من الخير أكمله، ومن الإحسان أجمله، وحاز من المعروف أنفعه، وحوى من الفضل أرفعه. فإن الاستمرار على ذلك بعد.

 وفاتهما أكمل وأجمل وأنفع وأرفع.. فحاجتهما إلى هذا البر أكبر ونفعه لهما أعظم.

 

واوضح الدكتور إبراهيم البيومي قائلًا: وهذه بعض صور البر بعد الوفاة الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة؛ يقول الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24] فهذا الدعاء للوالدين بعد وفاتهما من أعظم الحقوق للآباء على الأبناء بعد وفاتهم، وهذا ما أكدته ووضحته السنة النبوية في مواضع كثيرة؛ فقد دخل رجلٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يَا رَسُولَ اللّهِ، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَيْءٍ لِوَالِدَيَّ أَبِرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِمَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ،

الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا" [أخرجه أبو داود].

 

فالدعاء للوالدين بعد الممات يرفع درجاتهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" [صحيح رواه أحمد]. ويظهر بعد وفاة الوالدين دور الولد الصالح بشكل أكبر من حياتهما، فهو يتذكر والديه ويدعو لهما باستمرار بعد وفاتهما ويحرص على ذلك مع غيابهما عن الدنيا فهذا من أفضل البر بالوالدين على الحقيقة، فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف هذا الولد سواء كان ابنًا أو ابنة بالولد الصالح؛ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" [صحيح مسلم]. فبعد وفاة الوالدين يكون الولد الصالح امتدادًا لعملهما ورفعةً لدرجاتهما في الآخرة، والدعاء للوالدين بعد الممات دأب الأنبياء والصالحين؛ فقد جاء في القرآن الكريم دعاء نوح عليه السلام لوالديه، حيث قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28].

 

وقال إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41]. فلنحرص على بِرِّ الوالدين بعد الممات بالدعاء تأسِّيًا بالأنبياء والصالحين.أن تكثر الدعاء لهما بكل خير ممكن حصوله لهما وينفعهما دار الآخرة، أن يوسع الله قبورهما، وأن يجعلها روضة من رياض الجنة، وأن يرزقهما النعيم فيها، وأن يرفع الله درجاتهما، ويتقبل أعمالهما، ويجعلهما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعلهما في رفقة النبي عليه الصلاة والسلام في أعلى عليين في الفردوس الأعلى.