رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقاصد سورة المؤمنون

بوابة الوفد الإلكترونية

استهل الله -جلّ وعلا- سورة المؤمنين بقوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}.

 

ولهذا فإنّ أول مقاصد سورة المؤمنون هو إقرار فلاح المؤمنين الذين ذكر صفاتهم وخصالهم وأنّهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، ثمّ إنّ الله -تبارك وتعالى- ذكر كيفية خلق الإنسان وعرض أطوار الحياة البشرية والمراحل التي يمر بها الإنسان إلى أن ينتهي به الحال إلى الموت كحال جميع البشر، فقد قال -تعالى-: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ}،وهذا يعتبر من مقاصد سورة المؤمنون إذ أنّ الله -تعالى- ذكّر الإنسان بأصله ونهايته وبيوم البعث بإشارةٍ منه إلى أنّه هو الخالق العظيم.

 

ومن مقاصد سورة المؤمنون أيضًا أنّها تذكر العديد من نعم الله -تعالى- على خلقه وتبيّن عظمته وإعجازه فقد قال -جلّ وعلا-: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون}.

 

وقد ذكر فيها من قصص الأنبياء الأولين كقصة نوح -عليه السلام- الذي دعا الناس لعبادة الله الواحد، فقد قال -تعالى-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ}،وهذا ما يبيّن أنّ من مقاصد سورة المؤمنون الدعوة لعبادة الله وحده واجتناب الشرك والكفر والعصيان.

 

وكان من مقاصد سورة المؤمنون الدعوة لاتّباع الرزق الحلال والطعام الحلال

واجتناب الأكل الحرام والحث على العمل الصالح وذلك في قوله -تعالى-: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.

 

وقد بيّن الله -تبارك وتعالى- أنّ الابتلاءات تكون في بعض الأحيان على شكل نعمة، فالمال والبنون والنعم الفائضة قد يغترّ بها أصحابها فتكون بالنسبة لهم ابتلاءاتٍ من الله -تعالى-، فقد قال: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ}،[١٥]أمّا المؤمنون فإنهم يخشون الله ويؤدّون ما عليهم من واجبات وحقوق ومع هذا يبقى الخوف في قلوبهم بأنّهم مقصرون.

 

ويُلاحظ عند دراسة مقاصد سورة المؤمنون أنّ الله -جلّ وعلا- في مجمل آيات هذه السورة كان ينبّه من شر الشيطان وأمر بالاستعاذة منه ومن همزاته بقوله:{ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}، وكان -جلّ وعلا- يذكّر عباده بيوم الحشر وأهوال يوم القيامة والنفخ في الصور وبأنّ مرجوعهم إليه -سبحانه وتعالى- فقد قال: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}.

 

وبهذا تشمل مقاصد سورة المؤمنون بيان فلاح المؤمنين وصفاتهم وحال المشركين وصفاتهم وأسباب الخلاص والهداية لتنتهي السورة بتعظيم الله والإقرار بأنّه مالك الملك ربّ العرش العظيم.