رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبرزها إحياء الموتى وعظمة الله.. مقاصد سورة يس

سورة ياسين
سورة ياسين

التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين وأجمع أهل التفسير عند دراسة مقاصد سورة يس أنّها تضمنت أصول الدين الأساسية الثلاثة وهي: توحيد الله ورسالة رسوله والحشر، والتي أتت السورة على ذكر كلّ منها مع البراهين والأدلّة، فقد ابتدأ الله -تعالى- سورة يس بأنّ أقسم بالقرآن الكريم مع التنويه إلى بلوغه أعلى درجات الحكمة وذلك بقوله: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ، ويتبين أنّ قسم الله كان لإثبات نبوة محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- وتأكيدًا على أنّ ما أتى به هو سبيل الحق والرشاد بأمرٍ منه -جلّ وعلا-.

 

اقرأ أيضًا.. البحوث الإسلامية تروج لكتاب يدافع عن القضية الفلسطينية

 

وقد اشتملت سورة ياسين في أكثر من موضع ذكر قدرة الله -سبحانه وتعالى- في إحياء الموتى وعظمته وألوهيته ووحدانيته وأنّه يغفر لمن خشيه واتبع هداه وأنّ النار هي عاقبة المشركين خالدين فيها، فجاء في قوله -جلّ وعلا-: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}.

 

وفيها إشارةٌ إلى هؤلاء المشركين بأنّهم لن يؤمنوا لأن الله منعهم من الانتفاع بهدي الإسلام. ويتبين من مقاصد سورة يس أنّ الله -تعالى- ضرب مثل القرى التي أهلكها الله بعصيانها وكفرها لينذر بذلك أهل قريش ويحثّهم على اغتنام الوقت واتباع الإسلام وهدي الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل فوات الأوان، قال -تعالى-: { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}.

 

كما أنّه -عزّ وجل- ذكر قصة سيدنا نوح وقومه وأنّه أهلكهم وأغرقهم ولم ينجو منهم إلا المؤمنون وذلك في قوله: {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ} مع الإشارة

إلى رحمة الله وغفرانه وقبوله توبة التائبين.

 

ولعلّ من أهم مقاصد سورة يس أنّها تبيّن عظمة الله في تسييره لهذا الكون، مع ذكر الكثير من البراهين المختلفة في إحياء الأرض بعد موتها تعاقب الليل والنهار وحركة سير الكواكب ودوران الشمس والأفلاك جميعًا وتلك الأمور التي لا تكون إلّا بيد الخالق وحده -سبحانه وتعالى-، فمما ورد في سورة يس قوله -تعالى-: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}، وقوله -جلّ وعلا-: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، وتلك الأيات والدلائل كانت لإثبات أن الملك لله الواحد الجبار.

 

وكلّ الأدلة والبراهين والمعجزات التي ذكرها الله -تعالى- كانت من مقاصد سورة يس في بيان عظمته وجبروته وقد ختم الله -تعالى- السورة بالتسبيح وبيان عظمته بقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، مع الإشارة إلى أنّ مجمل الأمور بيده وأنّه بقدرته وعظمته يغيّر ما يشاء، وقد تكرر في هذه السورة في مجملها ذكر الحشر والموت والبعث والتوحيد وأصول العقيدة مما يبين أنّ هذا من أعظم مقاصد سورة يس.