ما حكم ذكر بعض أرباب الطرق الصوفية بلفظ "آه"؟
يسأل الكثير من الناس عن ما حكم ذكر بعض أرباب الطرق الصوفيةبلفظ " آه " ؟
فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال مع التسليم بأن غاية التصوف تصفية النفس مما يبعدها عن الله ، فإن الوسيلة المشروعة لذلك هى السير على منهج الله الذى وضعه لأوليائه وأعد لهم ثواب الأمن والسعادة كما قال سبحانه {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم } يونس : 62 - 64 .
ومن المنهج الدينى لتصفية النفس ذكر الله ، وقد حثَّ الله عليه ووسع مجالاته وحدوده فقال {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا .
وسبحوه بكرة وأصيلا} الأحزاب : 41 - 42 .
وأسماء الله الحسنى خير ما يذكر به كما قال سبحانه {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} الأعراف : 180 ، وقال {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}الإسراء: 110 ، وأسماؤه سبحانه مذكورة فى القرآن والسنة، حصرها بعض العلماء فى تسعة وتسعين وقال إنها توقيفية وقال بعضهم : إنها أكثر من ذلك .
وبصرف النظر عن حصر أسماء الله ، وعن اختلاف العلماء فى جواز ذكره بالاسم المفرد-فإن لفظ "آه " لم يثبت بسند صحيح أنه اسم من أسمائه تعالى . وعليه فلا يجوز الذكر به على ما رآه جمهور الفقهاء ، وما يروى من أن النبى صلى الله عليه وسلم زار مريضا كان يئن وأن أصحابه عليه الصلاة والسلام نهوه عن الأنين ،
وقد أفتى شيخ الجامع الأزهر المرحوم الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوى فى هذه المسألة فقال ما نصه : إن هذا اللفظ المسئول عنه "آه " بفتح الهمزة وسكون الهاء -ليس من الكلمات العربية فى شىء، بل هو لفظ مهمل لا معنى له مطلقا . وإن كان بالمد فهو إنما يدل فى اللغة العربية على التوجع ، وليس من أسماء الذوات ، فضلا عن أن يكون من أسماء الله الحسنى التى أمرنا أن ندعوه بها . .. إلى أن قال : ولا يجوز لنا التعبد بشى لم يرد الشرع بجواز التعبد به .
وفى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [مجلة الأزهر-المجلد الثالث سنة .