رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات فى سورة الزمر

بوابة الوفد الإلكترونية

نظرًا لكون سورة الزمر من السور الطويلة نسبيًّا سيتم الحديث عمّا جاء من تأملات في سورة الزمر في بعض آياتها وهي قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا}.

 

وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.

 

فالسؤال هنا عن الفرق بين وصف دخول الكفار إلى النار ودخول المؤمنين إلى الجنة والفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف "الواو"، ففي وصف دخول الكفار قال تعالى: "حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها" وفي دخول المؤمنين الجنة قال: "حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها".[٤] فعند دراسة تأملات في سورة الزمر يُلاحظ أنّ الفارق بين الآيتين هو أن جهنم هي كالسجن أبوابها مقفلة لا تفتح إلا لداخلٍ أو خارج فالأصل أن تكون الأبواب مغلقة ولا تفتح إلا لإدخال العصاة إليها، وفي هذا الوصف تهويل ومفاجأة للكفار الذي يساقون ثم فجأة وهم لا يدرون

أين يذهبون تفتح أبوب النار فيُفاجؤوا ويصابوا بالهلع، أمّا في حال المؤمنين فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام وأهلها يتنقلون فيها من مكان لآخر في يسر وسرور وهم في طريقهم إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسرّون بالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم.

 

ويرى أهل التفسير البياني في تأملات في سورة الزمر أنّه ومن الناحية البيانية فإن جواب الشرط "إذا جاؤوها" عندما ذكر جهنّم هو: "فتحت أبوابها"، أما في حال الجنة فلا يوجد جواب للشرط "والواو" كانت واو عطفٍ على "فتحت" فهو لم يذكر جوابًا للشرط لأنه يضيق على المرء ذكر النعمة التي سيجدها في الجنة فكل ما يقال في اللغة العربية يضيق بوصف ما في الجنة، والجواب يكون في الجنة نفسها يوم القيامة.