رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أهداف سورة فصلت

بوابة الوفد الإلكترونية

 أنَّ سورة فصلت من السور المكية فقد عنيَت بالجانب العقائدي من الدين الإسلامي، وناقشت العديد من المسائل التي تدور حول أعمدة العقيدة الإسلامية، ومن مقاصد سورة فصلت بدايةً أنَّها تتحدَّث عن كتاب الله تعالى مؤكدةً أنَّه تنزيلٌ من الرحمن الرحيم، وتخبرُ المسلمين أنَّه المعجزة الخالدة التي أيدَ الله بها رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.

 

كما تحدَّثت السورة عن البراهين القاطعة والأدلة الدامغة على إعجاز القرآن، ومن مقاصد سورة فصلت الحديث عن الوحي الذي كلَّفه الله تعالى بالرسالة العظيمة وتبليغها للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والتأكيد على أنَّ الرسولَ بشرٌ لكنَّ الله اختصَّه بالوحي، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ}.

 

وتناولت أيضًا صور من خلق السماوات والأرض والحياة وعجائب صنع الله فيها، قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.

 

 

ومن مقاصد سورة فصلت أيضًا الإخبار عن الأقوام السابقة مثل عاد وثمود، وذكرُ أحوال الكافرين والعذاب الذي سيلاقونه في الآخرة عند الله تعالى والندم الذي سيلحقُ بهم بعد فوات الأوان.

 

ومن مقاصد سورة فصلت الحديث عن الكافرين وكيف ضلوا وحادوا عن طريق الهدى في الدنيا، وتذكرُ الغضب الذي سيبدونه تجاه أولئك الذين خدعوهم وأوصلهم إلى طريق الضلال من رفاق السوء وغيرهم، ثمَّ تشيرُ إلى المؤمنين وتبيِّن إكرام الله تعالى لهم في الآخرة، قال تعالى: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}.

 

كما تتضمنُ الآيات صفات الدعاةِ إلى الله تعالى ومكانتهم وتشيدُ بالصبر الذي يجبُ أن يتحلى به الداعية، كما

تتحدث عن قدرة الخالق -جلَّ وعلا- والأدلة على عظمة خلقه ووحدانيته، قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، فالليل والشمس والقمر من آياته العظيمة في هذا الكون.

 

ومن مقاصد سورة فصلت أنَّها تشيرُ إلى تكذيب الكفار والمشركين للرسول -صلى الله عليه وسلم- وتواسيه بأنَّ جميع الرسل كُذِّبوا وقيلَ ما قيلَ في رسالاتهم، قال تعالى: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}،[١٩] وتذكرُ الآيات بعض العلوم الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، مثل علم الساعة وما تخفي الأكمام من ثمر وما تخفي الأرحام من أجنة، كما تتحدث في النهاية عن النفس البشرية وطمعها في المنافع الدنيوية على حساب الآخرة، ويقطعُ الله وعدًا بأنه سيظهرُ آياته لكل جيل من الأجيال القادمة، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

 

وهذه من معجزات القرآن الكريم فإلى اليوم ما يزال البشر يكتشفون الكثير من الآيات العظيمة التي تدلُّ على عظمة الله وعلى أنَّ الإسلام هو الدين الحق عنده تعالى.