رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات في سورة الزخرف

بوابة الوفد الإلكترونية

 تلاوة آيات كتاب الله تعالى لن تصل إلى حدّ المتعة والفائدة معًا ما لم يتمّ التّدبّر فيها، والوقوف عند دقائقها مع التفكّر، ولأنّ كتاب الله تعالى هو معجزةٌ بيانيّة جاءت بلسان العرب وإليهم، فيلزم الحديث عن الجانب البيانيّ لسور القرآن الكريم، ومن ذلك الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الزّخرف كما يأتي: قوله تعالى: {وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} مع اللّام، وفي الشّعراء: {إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} بحذف اللّام، ربّما سيسأل سائلٌ ما الفرق بينهما؟ الإجابة بأنّ ذلك إرشادٌ منه -سبحانه- موجّهٌ لعباده ليقولوه في كلّ زمانٍ ومكان، فناسب التّوكيد باللّام الحثّ عليه، أمّا في آية سورة الشّعراء أخبر - جلّ وعلا - عن قومٍ محدّدين مضوا فلم يكن للتّوكيد معنًى.

 

أمّا في قوله تعالى في هذه الآية: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}، وبعدها قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}.

 

فإنّ المقصود في الآية الأولى هو قريش الذين بُعث نبيّ الهدى فيهم، فادّعوا بأنّهم هم وآباؤهم

على هدًى؛ ولذلك قال تعالى: {قال أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ}.

 

أمّا المقصود في الآية الثّانية فهو الإخبار عن أممٍ سالفةٍ سابقةٍ لم تقل بأنّها على هدًى بل قالت باتّباع آبائها؛ ولذلك قال تعالى في قصّة إبراهيم عليه السلام: {بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} ولم يقولوا: إنّا كنّا على هدًى كما قالت قريش، أمّا في قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.

 

وفي سورة يونس قوله تعالى: {فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، فإنّ ذلك معناه إن كنتم تزعمون أنّ له ولدًا فأنا أول الموحّدين، وقيل أيضًا: إنّه تعليقٌ على فرضٍ محال، وأنّ المعلّق على المحال محالٌ.