رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كعك العيد من المعابد إلى الصوانى

كعك العيد
كعك العيد

ارتبط صنع الكعك ونقشه بعيد الفطر المبارك فى البيوت المصرية منذ قديم الأزل، إذ تفوح رائحة العجين فى كل منزل قبل أيام من العيد حيث تتجمع السيدات بعد الإفطار ويبدأن فى صنعه ونقشه بالمناقيش التى تتغلغل بداخل العجين لتنتج فى النهاية أشكال عدة تضفى على الكعك شكلاً جمالياً، ولم تكن هذه العادة حديثة كما ذكر حيث تعود هذه العادة إلى العهد المصرى القديم فكان يعد الكعك على أشكال دائرية ويتم تقديمه فى الأعياد أو عند زيارة الموتى والقبور.

ووجد علماء الآثار طريقة وصور الكحك منقوشة على جدران المعابد فى الأقصر ومنف وفى هرم خوفو فى الجيزة حيث آمن المصريون القديمون أن الكعك لديه هدف دينى وكذلك كان مختوماً على الكعك فى هذه العصر رمز الإله رع، وكان الوزير «أبوبكر المادرالى» مهتماً بصناعة الكعك فى العيد، فكان يحشوه بالذهب، وكان يطلق عليه حينها «أفطن إليه» أى انتبه للمفاجأة.
كما زينت جدران المعابد والمقابر بصور النساء وهن يقمن بعجن العجين وصبه على هيئة قرص الشمس المستدير، وتزين بخطوط مستقيمة مثل أشعة الشمس، حيث كن يقمن بإهداء الكعك إلى المعابد كقرابين فى الأعياد، حيث سجلت مقبرة «تى» وهو أحد كبار الموظفين خلال الأسرة الخامسة، وهو المشرف على بناء أهرامات سقارة، منظراً لإحدى النساء التى تحمل القرابين «الكعك» فوق رأسها داخل ما يشبه اليوم السلة.
واعتادت أيضاً زوجات الملوك على إعداد الكحك وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وكان الخبازون يتقنون إعداده بأشكال مختلفة وصل عددها إلى 100 شكل وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن.
وفى العصر الفاطمى، كان الخليفة الفاطمى يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته فى شهر رجب إلى العيد، وكانوا يحرصون على إعداد طاولة ضخمة طولها 1350 متراً، ويوضع عليها 60 نوعاً من الكعك ومشتقاته، وكان الخليفة يصلى الفجر ويقف فى الشباك ويأمر بدخول

عامة الناس، فيأكلون منه ويحملون منه إلى ديارهم.

 


وكانت تنقش على الكعك عبارة «تسلم ايدك يا حافظة» نسبة إلى أشهر صانعة للكعك فى هذا العصر.
وفى عهد الدولة الأيوبية التى حاولت القضاء على مظاهر الفاطمية فى مصر من خلال تغيير عادات وتقاليد المصريين المتأثرين بالمظاهر الفاطمية، ومنها إلغاء صنع الكعك فى الأعياد، ولكن فشلت هذه الجهود حيث رسخت هذه العادة فى أذهان المصريين طوال التاريخ، ثم بعد ذلك شهد العصر المملوكى ومن بعده العثمانى الاهتمام بصناعة الكعك وتوزيعه فى «التكيات» و»الخانقات» للفقراء ولطلاب المساجد.
وحافظ المصريون على هذه العادة فى الأعياد والاحتفالات فى العصور الإسلامية المختلفة والمتعاقبة حتى الآن، ولكن طرأ عليها بعض التغييرات الطفيفة فى شكل قرص الكعك الذى كان على هيئة شمس ومزيناً بخطوط تمثل أشعة الشمس إلى كتابة بعض العبارات مثل «كل وشكر»، و«كل هنيئاً واشكر»، و«كل واشكر مولانا» التى كانت تنقش على الكعك قبل عيد الفطر المبارك.
وظلت هذه العادة تتوارث جيلاً بعد جيل وعهداً بعد عهد لم يستطع أحد القضاء عليها، وفى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة فى مصر توجد قوالب هذا الكعك حتى الآن.
وفى وقتنا الحالى وبمجرد اقتراب شهر رمضان من الانتهاء، تتسارع السيدات لشراء مستلزمات صناعة الكعك فى المنزل، وتتجمع العائلة وتتفنن فى تحضيره وسط أجواء الاحتفال بعيد الفطر المبارك.