رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معلومات عن سورة الشوري

المصحف الشّريف
المصحف الشّريف

التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وسورة الشّورى هي السّورة الثّانية والأربعون من ترتيب سور المصحف الشّريف، أمّا ترتيبها من حيث النّزول فهو الثّاني والسّتون، نزلت بعد نزول سورة الكهف، وقبل نزول سورة إبراهيم، وهي من السّور المكّيّة، آياتها ثلاثٌ وخمسون آيةً شريفةً، أمّا عن تسميتها عند السّلف فكانت "حم عسق"؛ وهذا ما ذكره البخاريّ في كتاب التفسير الخاصّ به، وكذلك التّرمذيّ في "جامعه"، وحملت هذا الاسم أيضًا في كثيرٍ من كتب التّفسير والمصاحف، وسيتمّ الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الشّورى؛ لبيان بعض اللّمسات البيانيّة فيها.

 

تأملات في سورة الشورى كان مبدأ الشّورى شائعًا ومتداولًا منذ عهد النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، وهو مبدأٌ يقوم على التّشاور بين المؤمنين في أيّ أمرٍ من أمورهم، ويعود بالنّفع على مصلحة المسلمين عامّةً، وقد سمّيت سورةٌ كاملةٌ في القرآن الكريم باسمه؛ تعظيمًا له وتأكيدًا من الله -تعالى- على أهمّيته، وفيما يأتي سيتمّ تناول جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الشّورى، مع الوقوف عند بعض المواضع فيها لبيان دقائقها، ففي قوله -تعالى-: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ}[٢]، يمكن التّساؤل حول وجوه قراءات القرآن الجّائزة في {يَعْلَمَ} فتأتي الإجابة كما يأتي: يجوز الجّزم على ظاهر العطف، وأمّا الرّفع فجائزٌ على الاستئناف، وأمّا النّصب فجائزٌ للعطف على تعليلٍ محذوفٍ وتقديره: لينتقم منهم ويعلم الذين يجادلون.وفي قوله -تعالى-: {وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاء

قَدِيرٌ} وتحديدًا في قوله: {وَما بَثَّ}، فإنّه يجوز الرّفع والجرّ وحمله على المضاف أو المضاف إليه، فإذا ما قيل في الآية الكريمة {فِيهِما مِنْ دابَّةٍ}: لمَ جاز فيها ذلك والدّوابّ في الأرض وحدها؟ فإنّ إجابة هذا التّساؤل تكون بقول جواز نسب الشّيء إلى جميع المذكور حتّى وإن كان ملتبسًا ببعضه، أي كما في جواز القول: بنو تميمٍ فيهم شاعرٌ مجيدٌ أو شجاعٌ بطلٌ.

 

أمّا في قوله -تعالى-: {وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ* وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}، إنّه قد ثبت عن الآية الكريمة السّابقة في مصاحف العراق {فَبِما كَسَبَتْ}؛ أي بإثبات الفاء على تضمين "ما" معنى الشرط، أمّا في مصاحف أهل المدينة فنجدها {ِبمَا كَسِبِتْ} بغير فاءٍ على أنّ "ما" مبتدأةٌ، و"بما كسبت" هي الخبر بدون تضمين معنى الشّرط، والآية هنا مخصوصةٌ بالمجرمين، ولا يوجد مانعٌ من استيفاء اللّه -تعالى- بعض عقاب المجرم والعفو عن بعض.