عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شرح حديث نهى رسول الله عن الوصال في الصوم

الأزهر العالمي للفتوى
الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ فَلَمَّا أَبَوْا() أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ() فَقَالَ لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ() كَالتَّنْكِيلِ() لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا - وفي رواية عنه قال لهم: فَاكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ» (رواه البخاري ومسلم).

 

اقرأ أيضًا.. شرح حديث كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به

 

قال الدكتور أحمد رزق درويش، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن في شرحه للحديث الشريف، إن من المعلوم والمقرر شرعًا أنه ليس من البرِّ أن يتكلَّفَ الإنسان ما لا يطيق، ولا أن يتشدَّدَ ويُبالِغ في العبادة، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: "أوغل في الدين برفق، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى"، ( تخريج الحديث)  وكثيراً ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك الشيء وهو يحب أن يفعله مخافة أن يقتدي به أصحابه فيشق عليهم.

 

وأضاف "درويش" للوفد، أنه كثيرًا ما كان يقدر على ما لا يقدر عليه أتباعه، وكان يكلفه ربه بما لا يكلف به أمته، ومن هذا الوصال في الصيام، والإمساك عن المفطرات يومين متتاليين أو أكثر دون أن يأكل أو يشرب شيئاً، وكيف لا والقرب والمناجاة يغني عن متاع هذه الحياة، والاستغراق في العبادة ينسي الرغبة في الطعام والشراب.

 

وتابع: "لقد واصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول شهر رمضان، وعلم بذلك أصحابه فتأسُّوا به وواصلوا، فلما علم بوصالهم نهاهم عن هذا التكلف، وقال: لا تواصلوا إياكم والوصال، فكف البعض عن الوصال، وواصل بعض آخر لم يسمعوا النهي، أو ظنوه رحمة وإشفاقاً مع جوازه وفضله، وكرر - صلى الله عليه وسلم - النهي، وكرر الصحابة مراجعته يقولون: إنك تواصل وقد غفر الله

لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فدعنا نسارع إلى الخيرات ونواصل كما تواصل، قال لهم: وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين فقالوا: إنا بنا قوة على الوصال فأذنْ لنا بالوصال معك، فلما أبوا أن يكفوا عن الوصال، وتمسَّكوا به رغبةً في مزيدٍ من الأجر، واصل بهم يوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من رمضان، فرأوا هلال شوال، فكان الحكم الإفطار الواجب يوم العيد، فقال لهم صلى الله عليه وسلم ولو مُدَّ الشهر ولم نر هلال شوال لزدتكم وصالاً، حتى تقتنعوا بالممارسة أنكم لا تقدرون عليه، وأنه سيشق عليكم، فلا تغلوا في الدين، وتكلفوا من العمل أيسره وما تطيقونه، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل". (تحقيق الحديث)

 

وعن ما يستفاد من الحديث قال عضو الأزهر للفتوى، أنه يستفاد من التالي:

 

1 - شفقة الرسول - صلى الله عليه وسلم -على أمته، ورحمته بهم.

2 - جواز معارضة المفتي فيما أفتى به إذا كان بخلاف حاله ولم يعلم المستثنى بسر المخالفة.

3 - جواز الاستكشاف عن حكمة النهي.

4 - ثبوت خصائصه - صلى الله عليه وسلم-، وأن عموم قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} مخصوص.

5 - إن خصائصه لا يُتأسى به في جميعها.

6 - النَّهيُ عن التشدُّدِ في الدين، والتكلُّف والحثّ على اليُسْر وما يطيق المسلم.