رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شرح حديث كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ( )، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ( ) يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ( )، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ "«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ( ) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» (رواه البخاري ومسلم).

 

اقرأ أيضًا.. تعرف على دعاء وقت إفطار اليوم السابع والعشرين من رمضان

 

وقال الدكتور أحمد رزق درويش، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الحديث الذي رواه ربما يتساءل المسلم، لماذا للصيام خصوصية من بين العبادات ؟ لماذا هذه الكرامة؟ وما فضل الصوم على غيره من العبادات؟ هل لأنه لا يقع إلا لله وحده فلم يتعبد به أحد لغير الله؟ هل لأنه لا يظهر كعبادة، فهو بين العبد وربه، هل لأنه صفة من صفات ملائكة الله، فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون؟ هل لأنه محاربة شاقة لشهوات البطن والفرج أقوى عوامل ونوازع الشر في الإنسان؟ هل لكل ذلك ولغير ذلك؟ وإذا كان الصوم بهذه الفضيلة فكيف نصونه من المؤثرات الضارَّة بجزائه؟.

 

 

وأضاف "درويش" في حديثه "للوفد" أن الحديث الشريف يصف لنا وسائل الوقاية؛ فالصائم لا يرفث" ولا يفحش في قول أو فعل، ولا يجهل، ولا يفعل فعل الجاهلين ولا يصخب ولا يرفع صوته بفظاظة، "فإن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله" فلا يرد عليه بالمثل، وليضبط أعصابه، وليكظم غيظه "فليقل" في نفسه؛ كيداً لشيطانه، وبلسانه؛ ردعاً لخصمه "إني صائم" فلن أرد عليك لئلا أُعكر صومي، "إني صائم" سأكظم غيظي وأعفو عنك؛ لأنال الأجر ومثوبة الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، "إني صائم" وسأقابل

الإساءة بالإحسان؛ لأن الله يحب المحسنين.

 

وأوضح عضو الأزهر للفتوى، أن هكذا يمسك الصائم عن المحرَّمات، وما يُفسد صومه، ويكدِّر أجره وثوابه، ويقسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بربه الذي بيده الأرواح أن رائحة الفم المتغير من أثر الصيام أزكى عند الله من ريح المسك، ويقول تعالى: "الصيام لي" فلا حظ للصائم إلا الخضوع لأمري، يترك طعامه وشرابه وشهواته ابتغاء وجهي، أنا الذي سأجزيه جزاءً لا يشبه جزاء الأعمال الحسنة الأخرى، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، لكنه جزاء غير معين لأنه صابر، و {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

 

وذكر، أن ما يستفاد من هذا الحديث ما يلي:

1- فضائل الصوم ومزاياه عظيمة، فمن فضائله إصلاح الغريزة، وترويضها على الوقوف عند حدود الشرع والعقل، والالتزامُ بمنهج الدين وتقوية الإِرادة وسدُّ مداخل الشيطان، مما يؤدي إلى تحقيق السعادة النفسية في الدنيا والنجاة من النار في الآخرة

2- إن للعبادات روائح زكية يختلف بعضها عن بعض يوم القيامة؛ فريح الصيام بين العبادات كالمسك، وطيب فم الصائم كرائحة المسك الذي هو أجمل الطيب.

3-  إن الصيام الذي تُضاعَف له الحسنات هو الذي يجمع بين الكفِّ عن الطعام والشراب والمحرمات.