رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل ليلة القدر

صفوت عمارة
صفوت عمارة

تُعد ليلة القدر أفضل ليالى العام، فهى ليلة يُضاعف الله فيها أجر الأعمال الصالحة، فيكون أجرها كأجر ألف سنة من العبادة، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، حيث يُعدّ العمل فيها أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها؛ أى ما يقدّر بثلاثٍ وثمانين سنة وأربعة أشهر، وهى ليلة مباركة الأجر لمن قامها، وعمل فيها بالخير، وهى ليلة تُفصَّل فيها الأقدار، كالرزق والأجل وغير ذلك وقد وُصفت بذلك فى القرآن الكريم، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4]، ويُستحبّ للمسلم تحرّى ليلة القدر، وإدراك وقتها، وطلبها، فهى إحدى ليالى العشر الأواخر من شهر رمضان، إلّا أنّ الله سبحانه أخفاها، ولم يُخبرنا بها، ليُقدم المسلم على العبادة فى جميع أيام شهر رمضان ويتنافسوا فى فعل الخيرات والطاعات خاصةً فى العشر الأواخر منه، كما أخفى اسم الله الأعظم ليعظّم الإنسان جميع أسمائه، فمعرفة ليلة القدر يجعل الإنسان يُقدم على العبادة والدعاء فى تلك الليلة فقط؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، قال: «تحرّوا ليلة القدر فى الوتر، من العشر الأواخر من رمضان» [رواه البخارى]، وورد فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه، أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر الله له ما تقدم من ذنبه» [رواه

البخارى ومسلم]، ومعنى قوله «إيمانًا واحتسابًا» أى: تصديقًا بالله وبفضل هذه اللَّيلة، وفضل العمل فيها، وبما أعد فيها من الثواب خائفًا من عقاب تركه، مُحتسبًا جزيل الأجر، وقد وقع الجزاء هنا بصيغة الماضى «غُفر» مع أنَّ المغفرة تكون فى المستقبل، للإشعار بأنَّه مُتيقن الوقوع، مُتحقق الثبوت، فضلًا من الله تعالى على عباده.

ويستعدّ المسلم لإحياء ليلتها ومعرفة علاماتها التى تدل على وقوعها، ويُسارع إلى الطاعات والعبادات، ويجتهد فيها، ويحرص على قيامها (صلاة التراويح)، والصلاة فى الثلث الأخير من الليل (التهجد)، وكثرة ذكر الله، والصدقة فيها، والإكثار من الدعاء بما أرشدنا به النبى (صلى الله عليه وسلم) بأفضل أنواع الدعاء فى تلك اللّيلة، وهو: «اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عنى»، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها: «قلت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، بمَ أدعو؟ قال: قولى: «اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عنى» رواه ابن ماجة وصححه الألبانى.