رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تأملات فى سورة الحجرات

القرآن الكريم
القرآن الكريم

سورة الحجرات من سور القرآن الكريم العظيمة، حيث اشتملت على آداب وأحكام لم توجد في سورة غيرها، كما تطرقت السورة لكثير من جوانب العقيدة الإسلامية والتشريع والأخلاق، ووضعت منهج للمجتمع المتكامل، وفيما يأتي بعض من تأملات في سورة الحجرات:

 

تناسب السور تناسب السور والآيات من الموضوعات التي شغلت علماء التفسير والبيان، وفي إطار الحديث عن تأملات في سورة الحجرات سيتم ذكر تناسب سورة الحجرات مع السورة التي قبلها وهي سورة الفتح، ومما قاله الدكتور فاضل السامرائي في هذه الخصوص: سورة الفتح تحدثت عن الصحابة في نهايتها وذلك في قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ}.

 

أما سورة الحجرات فقد بدأها الله -عزّ وجلّ- بالخطاب الموجه إلى الصحابة بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ}، سورة الفتح تصف الصحابة حال الحرب أما الحجرات فترشد الصحابة الكرام إلى الوضع الذي يجب أن يكونوا عليه في السلم.

 

دلالة تغيّر الخطاب سورة الحجرات من السور المدنية ومما تمتاز به معظم السور المدنية أن يكون الخطاب فيها موجهًا للمؤمنين مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}،[٥] وقد تكررت جملة "يا أيها الذين آمنوا" خمس مرات في سورة الحجرات، كما جاء الخطاب ب "يا أيها الناس" مرة واحدة، فما دلالة تغير الخطاب في هذه السورة يجيب عن هذا السؤال الدكتور فاضل السامرائي فيقول: عندما يأتي الخطاب بعبارة "يا أيها الذين آمنوا" يكون خاصًا بالمؤمنين غير شامل لغيرهم والآيات التي ارتبطت بهذه الجملة تحدثت عن أحكام وآداب مختصة بالمؤمنين مثل الأمر باجتناب سوء الظن والحث على الإصلاح بين الناس، أما الآية التي ابتدأت بجملة "يا أيها الناس" آية عامة تشمل جميع الناس على اختلاف أديانهم، وموضوعها يتحدث عن تقسيم الشعوب والمجتمعات وهذا ليس خاص بالمؤمنين، وإنما يشمل البشرية جمعاء.

 

الوعد وتحققه جاء في ختام سورة الفتح قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}،[٢] وفي بدايات سورة الحجرات قوله تعالى: {إِنَّ

الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}، ومما قاله الدكتور فاضل السامرائي في التناسب بين هاتين الآيتين: آية الفتح أعطت الوعد وبشرّت بالمغفرة، أما آية الحجرات فقد تحدثت عن تحقق هذا الوعد وحصوله بإذن الله، وهذا من إعجاز القرآن الكريم وجماله، هذه بعض جوانب تأملات في سورة الحجرات التي تناولت مسألة الغيبة وحكمها.

 

حكم الغيبة حرّم الإسلام الغيبة وجاء النهي عنها في سورة الحجرات بقوله تعالى: {وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ}، ولكن للغيبة أنواع وحالات فمنها ما يكون جائز وغير منهي عنه ومن التأملات في سورة الحجرات معرفة الحالات التي تجوز فيها الغيبة، ومن الحالات التي ذكرها العلماء وبينوا أن الحكم فيها جواز الغيبة، ما يأتي:

 

 

 

التظلم: ويكون هذا عند القاضي أو السلطان وكل من له ولاية وقدرة على إنصاف المظلوم. الاستفتاء والاستشارة: وهو مما يتعلق بمسائل المعاملات بين الناس مثل الزواج والبيوع، فذكر العيب في هذه الحالات لا يعتبر من الغيبة المحرمة -والله أعلم-. التحذير والنصيحة: ومثل هذا يكون في جرح المجروحين من الرواة والشهود والمصنفين، وكذلك في العلاقات العامة بين الناس كنصح أحدهم بعدم مصاحبة فلان لاشتهاره بالفسق أو ما شابه. التعريف: كأن يكون أحد الناس معروفًا بلقب، مثل الأعشى أو الأعرج جاز تعريفه به، ويُحرم ذكره به على سبيل التنقيص، ولو أمكن التعريف بغيره كان أولى.