عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سبب نزول سورة ق

القرآن الكريم
القرآن الكريم

التدبر فى القرآن الكريم من صفات المؤمنين ولم يورد العلماء في كتب التفسير أو في كتب أسباب النزول سببًا لنزول سورة المرسلات، فلم يذكر ذلك ابن كثير -مثلًا- في تفسيره، ولا الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير، وكذلك السيوطي في لباب النقول والواحدي في أسباب النزول، ولكن ذكر العلماء في أسباب نزول سورة ق سببًا لنزول آية فيها، وهي قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}.

 

فقالوا إنّ سبب نزولها هو أنّ اليهود قد قالوا إنّ الله -تعالى- قد خلق السماوات والأرض في ستة أيّام، وفي اليوم السابع ارتاح لأنّه قد تعب، تعالى الله عمّا يقولون علوًّا كبيرًا.

 

فقد أورد ابن جرير الطبريّ من حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ اليهود جاؤوا إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وسألوه عن خلق السماوات والأرض، فأخبرهم، وعندما انتهى قالوا: "ثمَّ ماذا يا محمَّدُ؟ قال: ثمَّ استوَى على العرشِ، قالوا: قد أصبتَ لو أتممتَ، قالوا: ثمَّ استراح، فغضِب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غضبًا شديدًا، فنزل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}".

 

غير أنّ ابن عاشور يرى أنّ هذه الآية قد نزلت بمكّة، وليس شرطًا أن يُنتظر اليهود ليقولوا كلامهم هذا ليردّ الله -تعالى- عليهم، بل هو قد أخبر نبيّه عن اعتقاداتهم قبل أن ينطقوا بها.

 

فبذلك تكون السورة بتمامها مكيّة ولا عبرة بكلام من قال إنّ هذه مدنيّة لأنّها نزلت في اليهود، ومثيلها قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، فقد نزلت هذه الآية في مكّة ولم يكن في مكة يهود كما في المدينة، ويؤيّد هذا القول تضعيف الإمام الذهبي للحديث السابق لوجود بعض الرواة الضعاف فيه.