رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. محمد داود يكتب : الرجولة فى الإسلام

د. محمد داود
د. محمد داود

إن الإسلام يفرق بين الذكورة والرجولة، وليس كل ذكر رجلاً، وفى الدجاج ذكور وكذلك الخراف والثيران ذكور، ولكن الرجولة مصطلح قرآنى يصدق على أهل المراتب العالية والصفات الجميلة، وقد قال الله فى كتابه:  {الرجال قوامون على النساء}[النساء:34]، وقال سبحانه عن السابقين من الصحابة  {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين}[التوبة:108]

وقال سبحانه: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}[النور:37] وإذا قام الإنسان بواجباته على أكمل الوجوه عد من الرجال. أما الشخصية التى تفوز بمحبة الناس فهى الشخصية التى يكون همها رضوان الله وإذا رضى الله عن العبد أمر منادياً فى السماء: (إنى أحب فلاناً فيحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول فى الأرض)، قال تعالى:  {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}[مريم:96]

وإذا أقبل الإنسان بقلبه إلى الله أقبل العظيم بقلوب العباد إليه. أما مسألة الزواج فتقديرها متروك لظروف الشاب لكن الأصل هو الإسراع بالزواج، وذلك لأن أمتنا لم تعرف بدعة تأخير الزواج إلا بعد فترة المستعمر البغيض، وقد كان الفرق بين عمرو بن العاص وابنه عبدالله بن عمرو إحدى عشر سنة، وشاهد الشافعى جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، فإذا تهيأت لك الظروف فاعلم أن خير البر عاجلة.

والزواج نعمة ومسئولية وسعادة وذرية، ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) يفاخر بنا الأمم يوم القيامة، يقول الحق جلا وعلا: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب:23].

إن بين الله وبين المؤمنين بيعة، مفادها قول الله تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة [التوبة:111].

المشترى هو الله، والبائع فيها هو المؤمن، والسلعة هى الأنفس والأموال، والثمن هو الجنة. الله تعالى يعلمنا أن الرجال من المؤمنين هم الذين يصدقون الله فى بيعتهم،

وليس كل المؤمنين رجالاً. فمن هو الرجل؟ وما سمات الرجولة؟ وما أسباب ضياعها؟ الرجل: هو عكس المرأة أو ضدها.

ونعنى بالرجل: هو الذى أخضع ذاته ونفسه لمنهج الله عز وجل، فهماً وسلوكاً. قال العلماء: الزمن يحوى الليل والنهار، وجنس الإنسان يحوى الذكر والأنثى، ولكل منهما مهمته، فكما أن الليل للسكنى والهدوء والنهار للكدح والعمل، فالرجل بمنزلة النهار، والمرأة بمنزلة الليل. لذا جمع بينهما رب العزة سبحانه فقال: {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى} [الليل:1-4].

ولا ينبغى أن يتمنى الرجل أن يكون امرأة، ولا المرأة أن تكون رجلاً، وصدق الله العظيم: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} [النساء:32]. يقول ابن كثير: نزلت فى نسوة قالوا: ليتنا كنا رجالاً فنغزوا كما يغزون ونجاهد كما يجاهدون، جاءت امرأة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام تقول: يا رسول الله، إن الله كتب الجهاد على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا فهم أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن نقوم على شئونهم فما لنا فى ذلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (أبلغى من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن يفعله).