تأملات في سورة المدثر
من ضمن ما جاء من تأملات في سورة المدثر ما جاء من تأملاتٍ ولمساتٍ بيانية في قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَر}،وكلمة "الكبر" تحتمل معنيين بحسب ما قاله علماء التفسير البياني، فهذه الآية جاءت في سورة المزمل خبرًا لقوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ}،فقسمٌ من أهل العلم قالوا بأنّ البلايا التي تصيب أهل النار كثيرة وسقر واحدة منها، "فالكبر" هو صيغة مبالغة وجمع "كُبرى"، وهي ليس فقط اسم تفضيل وحسب وإنما هي أعلى درجات التفضيل لأن الكُبرى هي تأنيث الأكبر بالألف واللام "بأل التعريف" والأكبر أقوى من
إذًا يتبيّن ممّا ورد من تأملات في سورة المدثر في هذه الآية أنّ القسم الأول من علماء التفسير البيانيّ والبلاغي يقول بأنّ "الكُبر" هي إحدى البلايا التي تصيب أهل النار وإحداها سقر، أمّا القسم الآخر فإنّه يقول بأنّ "الكُبر" هي درجات جهنّم وهنّ سبع درجات: "جهنم، ولظى، وسعير، والحطمة، وسقر، والجحيم، والهاوية"، وسقر هي إحدى هذه الدرجات وإحدى الكُبر.