رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سبب تسمية سورة المدثر ؟

التدبرفى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق وقال اهل العلم لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة أسماء سور القرآن الكريم كما هي عليه الآن، إذ إنّ سور القرآن لم تنزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذه الأسماء الموجودة في المصحف الشريف، وجاءت تسميتها بناءً على اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، الذين أطلقوا على كل سورة اسمًا معينًا كي يميزوا السور عن بعضها البعض، وسورة المدثر سميت بهذا الاسم لوجود كلمة المدثر في أول آيةٍ فيها، إذ يقول -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.

 

ومن السور الأخرى التي سُميت بهذه الطريقة أيضًا: سورة ص وسورة ن وسورة ق وسورة القمر، وغيرها. 

 

أقسم الله تعالى في سورة المدثر بثلاثة أشياء وهي: القمر والصبح عند ظهوره والليل عند إدباره، وذلك في قوله -تعالى-: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ * كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}[٤] [المدثر : 31 - 37].

 

وبما أن سورة المدثر مكية فقد تحدثت عن أسس العقيدة الإسلامية، إذ إن مقاصد سورة المدثر تدور حول هذه المحاور الرئيسية التي تتحدث عنه جميع السور المكية، وأهمها دعوة الرسول -عليه السلام- إلى الإنذار من الجد والاجتهاد في الدنيا التي هي دار البوار، والنهي عن الاستكبار والإغترار فيها، وهذا في قوله -تعالى-:

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ}.

 

ومن مقاصد سورة المدثر أيضًا بيان زيف الادّعاء بأن القرآن الكريم كلام البشر، وهذا في قوله -تعالى-:

{إِنّهُ فكّر وقدّر * فقُتِل كيْف قدّر}، حيث نزلت هذه الآيات في الوليد بن المغيرة الذي فكر في أن يرد على الرسول -عليه السلام- فيما جاء به من القرآن الكريم، فاخطأ في تقديره، فالقرآن الكريم ليس شعرًا مثل شعر العرب، وليس كلامًا مثل كلام الكهان، وليس سحرًا، إذ يقول -تعالى-: {فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}.

 

ومن مقاصدها أيضًا بيان أسباب دخول سقر، وهي نار جهنم التي حذر الله عباده منها، وأنّ الإعراض عن الصلاة وإطعام المساكين والخوض مع الخائضين من أهم أسباب دخولها، بالإضافة إلى التكذيب بيوم الدين، إذ يقول -تعالى-: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ}.

 

لذلك لن يستطيع الردّ عليه أبدًا، وقتله تقديره، ومن مقاصد سورة المدثر أيضًا الإشارة إلى بشارة الله -تعالى- لأهل الذكر، والدعوة إلى الإيمان، ولوم الكفار على إعراضهم عن الإيمان بالله -تعالى-، والتذكير بوعد الله بالرحمة والغفران، وذلك في قوله -تعالى-: {هو أهْلُ التّقْوى وأهْلُ المغْفِرة}.