ما هو سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم
لقد سُمّيَت سورة الجنّ بهذا الاسم بسبب ورود قصّة الجنّ فيها، وذلكَ أنّ الله -عزّ وجلّ- قد ذكر فيها كلامًا على لسان بعض من الجنّ، ومن ذلك قولهم عن القرآن الكريم: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.
ويجدُرُ في هذا الموضع الإشارة إلى أنّ سورةَ الجنّ حَمَلت اسمًا آخر أيضًا، وهو بعضٌ من مطلعها، وهو قول الله جلّ وعلا: {قل أوحيَ إليّ}، وسبب هذا هو أنّها افتتحت به والله تعالى أعلى وأعلم.
لقد وردَ في أثرٍ عن الصّحابيّ الجليلِ عبد الله بن عبّاسٍ -رضي الله عنه- أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذهَبَ ومعه بعضٌ من أصحابه -رضوان الله عليهم- مُريدًا سوقَ عُكاظ، وفي هذا الوقتِ كانت الشّياطينُ قد حيلَ بينها وبينَ نبأ السّماءِ، ومنعوا منه وقد كانوا من قَبلُ يستطيعونه، وذاكَ أنّهم لمّا أرادوا العُروجَ إلى السّماء لاقتهم شُهُبٌ منعتهم استكمال طريقهم وحالت بينهم وبينَ مُرادِهم، فعادوا إلى أهليهم مخذولين؛ فلمّا
وبينما هم يبحثونَ إذ مرّوا برسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو يؤمُّ صحبَهُ -رضوان الله عليهم- في سوقِ عكاظ ويتلوا آياتٍ من القرآن الكريم؛ فأدركوا أنّ الشّيء الذي كان مانِعَهمُ نبأَ السّماءِ هو القُرآن الكريم، فنزلوا في أهلهِم وقالوا ما نقله الله -سبحانه وتعالى- عنهم: {إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}. فأوحى الله -جلّ وعلا- إلى نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- هذه السّورة.