رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات في سورة القيامة

بوابة الوفد الإلكترونية

عند الوقوف عند بضع تأملات في سورة القيامة يظهر بشكل واضح ترابط الآيات مع بعضها البعض فقد افتتح الله -تعالى- السورة الكريمة بالقسم بيوم القيامة، ثم بالقسم بالنفس اللوامة، حيث قال: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}.

 

ثم ذكر بعض أهوال ذلك اليوم العظيم، وبعدها قال عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ*إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}.

 

حيث إن أبرز سمات النفس اللومة العجلة في الأمر ثم الندامة عليه، فبعد أن تفعل الفعل تلوم نفسها على ما اقترفت، ومن الجوانب البلاغية البيانية التي يمكن الحديث عنها من خلال التأملات في سورة القيامة اقتران فعل القسم ب "لا" والحاجة منه، إذ إن كل أفعال القسم المسندة إلى الله تعالى في القرآن الكريم مسبوقة ب "لا"، ولا يوجد

في القرآن الكريم "أقسم"، بل كلها "لا أقسم"، كقوله -تعالى-: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}.

 

وقوله -تعالى-: {لَا أُقْسِمُ بِهَـذَا الْبَلَدِ}،وقد رجح بعض أهل العلم أن هذا التعبير يُعد لونًا لإخبار المخاطب عن أمر يجهله، ويحتاج إلى قسم لتوكيده، كالذي يقول على سبيل المثال: "لا أريد أن أحلف لك على أن الأمر على هذه الحال"، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى أن القصد من هذا التعبير هو التأكيد عن طريق النفي، كالذي يقول لا أوصيك بفلان تأكيدًا للوصية عليه.