رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقاصد سورة النبأ

كثيرة هي آيات سورة النبأ وقصيرة هي السورة في نفس الوقت، فهي من سور المفصَّل، وقد تناولت سورة النبأ أكثر من غرض أو مقصد في آياتها الكريمة، ويمكن طرح مقاصد سورة النبأ وفقًا لمجموع آياتها وبتقسيم آيات هذه السورة حسب المواضيع التي تطرَّقت إليها، وهكذا ستكون مقاصد سورة النبأ على الشكل التالي:

 

مقاصد سورة النبأ من الآية 1 حتَّى 16: تبدأ سورة النبأ بالاستفهام عن سؤال الناس الذين كانوا يسألون عن النبأ العظيم أي الحديث العظيم وقيل النبأ العظيم هو حياة ما بعد الموت، ثمَّ تنتقل السورة إلى طرح الأدلة على أنَّ الله تعالى قادر على البعث والحساب وعلى أنَّ الإنسان سيعيش بعد موته حياة أخرى يصنعها بأعماله، فتطرح الآيات أدلة على عظمة الخالق القادر، كجعل الأرض مهادًا يُمشى عليها والجبال أوتادًا تثبت الأرض بها والخلق والنوم والليل والنهار والسماوات والشمس والمطر والنبات والجنات، قال تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}.

 

مقاصد سورة النبأ من الآية 17 حتَّى 30: تشرح الآيات التالية علامات يوم القيامة، من النفخ في الصور إلى اختلال نظام الكون وتغير معالم العالم، ثمَّ يصف النار التي هي بالرصاد للكافرين والمشركين وهي مآبهم ومصيرهم سيعيشون فيها عمرًا طويلًا لا يذوقون فيها إلَّا النار والحميم فهذا جزاء أعمالهم العادل، قال تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِّلطَّاغِينَ مَآبًا *

لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}.

 

مقاصد سورة النبأ من الآية31 حتَّى 40: تصف هذه الآيات نعيم المؤمنين الفائزين بالجنان يوم الفصل، لهم حدائق متدلية العناقيد، ولهم حور عين كواعب ولهم الأمن والسلام جزاء على ما عملوا في الحياة الدنيا، من الله تعالى الرحيم الكريم، ثمَّ ترجع الآيات لوصف يوم القيامة، اليوم الذي تصطف فيه الملائكة بأمر الله تعالى، واليوم الحق الذي يتمنّى الكافر أن يكون فيه ترابًا خوفًا من العذاب الذي ينتظره، قال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا * رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا}.