عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمضان فى السعودية

أكثر ما يميز رمضان فى المملكة العربية السعودية هو وجود الحرمين الشريفين فيها، فهذا البلد يحتل مكانة عظيمة فى قلوب المسلمين حول العالم، وهو مقصدهم وفيه قبلتهم، وزيارتهم تحمل دوماً معنى مباركاً روحانياً وجسدياً بزيارة الكعبة والاعتمار أو الحج.

لذا قضاء شهر رمضان فى السعودية ربما يكون مسعى للكثيرين، فليس هناك أجمل من التعبّد فى الحرم كل يوم، والإفطار والصلاة فيه.

تبدأ التحضيرات لاستقبال رمضان فى السعودية قبل حلول الشهر بعدة أسابيع، وتسمى أيام «الشعبنة» ويخصص أهل الحجاز يوماً فى أواخر شهر شعبان لإقامة الاحتفالات وترديد الأهازيج الشعبية والفلكلورية ورفع فيها اللوحات واللافتات التى تكتب عليها عبارات الترحيب بالشهر، بينما يتبادل الأهالى الزيارات والتهانى.

على الرغم من تطور أساليب الحسابات الفلكية اليوم وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية، ما زال أهل السعودية يفضلّون الطريقة التقليدية لتحديد غرّة شهر رمضان، حيث يترقب الجميع فى آخر أيام شهر شعبان خبر التأكد من ظهور هلال رمضان. وهناك بعض المناطق فى المملكة التى تستقبل رمضان بطرق خاصة كعسير التى يقوم أهلها بإشعال النيران على أسطح المبانى والمنازل ابتهاجاً بحلول الشهر الفضيل.

تبدأ مظاهر الاحتفاء برمضان بإعلان رؤية الهلال، الأمر الذى تتناقله وسائل الإعلام المختلفة التى تتلقى الخبر من الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية، مهنئة الجميع بالشهر الفضيل، العديد من الدول تتبع السعودية فى الرؤية.

بعدها تنطلق عبارات ورسائل التهنئة من الجميع مثل: الشهر عليكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه، ورمضان مبارك.

على الإفطار، يفضّل السعوديون تناول التمر والرطب والماء، ويسمّونه «فكوك الريق»، بعدها يقيمون الصلاة، ويعودون لإكمال إفطارهم الأساسى، الذى يتصدره طبق الفول المدعوم بالسمن البلدى، أو زيت الزيتون، وهو طبق أساسى لا غنى عنه على مائدة الإفطار.

يُصنع طبق الفول بعدة طرق مثل فول باللحم المفروم، والقلابة، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول المطبوخ بالجمر.

وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يقام إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة دورياً، بادئين بكبير العائلة.

أما الأطباق الأخرى الدائمة على المائدة فهى، السمبوسك، الشوربة، خبز التيمس، اللبن الرائب، والعصير. الحلويات المفضّلة فى السعودية هى الكنافة بالقشدة، البسبوسة، وبلح الشام.

الشاى الأحمر أساسى قبل صلاة العشاء والتراويح، ويطوف أحد أفراد

البيت بمبخرة على الحاضرين.

بعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع- رجالاً ونساءً- لأداء صلاة العشاء والتراويح فى المسجد، وهناك فى كل مسجد قسم خاص بالنساء.

ويعقب صلاة التراويح فى كثير من المساجد درس دينى يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم فى السعودية.

يجتمع الأصدقاء وأفراد العائلة كل ليلة فى أحد البيوت، ثم ينامون وينهضون لتناول طعام السحور، ويتميز بوجود الخبز البلدى، السمن البلدى، اللبن، الكبدة، الشوربة، التقاطيع، وأحياناً الأرز والدجاج وبعض الأكلات الشعبية.

وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمى فى السعودية لتناسب الشهر الكريم، حيث تقلص ساعات العمل مقدار ساعة أو يزيد يومياً؛ مراعاةً لأحوال الصائمين.

تنتشر المناسبات الخيرية بشكل أقرب فى رمضان، وتُجمع التبرّعات والصدقات للمساهمة فى إفطار المحتاجين والمساكين، كما يحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية، وتوزيع الماء فى برادات مثلجة.

وفى المدّة الأخيرة انتشرت عادة إقامة موائد خاصة للعمالة الأجنبية المقيمة فى السعودية قرب المساجد أو فى المناطق الصناعية التى يعملون فيها، كما يهتم أهل الخير بتوزيع وجبات إفطار خفيفة عند إشارات المرور لمن تأخروا فى العودة إلى المنزل.

فى النصف الثانى من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما فى العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف فى الحرم النبوى أو المكى.

وتبدأ صلاة التهجد فى مساجد السعودية بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات، يُقرأ خلالها فى بعض المساجد ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميّاً، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه.