رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على تأملات في سورة التين

تعدّ سورة التّين، من السّور المكيّة، التي نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة، وترتيبها في القرآن الكريم في الجزء الثّلاثين والسّورة الخامسة والتّسعون، وتعدّ من قصار المفصّل، ويدور محور السّورة حول خمسة أمور أساسيّة وهي:

 

قسم الله -تعالى-بـ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}.

 

وهو بيت المقدس، مكان رسالة عيسى –عليه السّلام- {وَطُورِ سِينِينَ}،[٥] وهو جبل الطّور الذي وقف عليه موسى –عليه السّلام- وناجى ربّه من فوقه، {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ}.

 

هذا البلد آمنٌ بنفسه، ويؤمّن من دخله، وهو مكّة المكرّمة، مكان نزول الوحي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وهذه الأماكن الثّلاثة لها حرمتها، وقداستها، لأنّها مهبط الكتب السّماوية الثّلاثة "الإنجيل والتّوراة والقرآن الكريم"، فكان التّرتيب الإلهيّ من الفاضل إلى الأفضل. تكريم الله –تعالى- للإنسان بأن خلقه في أحسن هيئة وأحسن صورة، بأنْ جعله منتصبًا قائمًا، ليس كغيره من المخلوقات، بقوله –تعالى-: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.

 

عقوبة الله تعالى لمن فضّل الكفر على الإيمان، بإنزاله إلى الدّرك الأسفل من النّار، وجاء ذلك في قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}وهذا الحكم لمن أعرض عن الإيمان وكفر، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً

ضَنكًا}.

 

استثناء الله –تعالى- لعباده الصّالحين من الرّدّ إلى أسفل سافلين، فقد بشّرهم الله –تعالى- بقوله: {إلّا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات، فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.

 

الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصّالحة، لهم أجر عظيم غير منقطع، ولا منقوص في الجنّة ثوابًا لهم على طاعاتهم. تأنيب الله –تعالى- للذي مازال تائهًا في غيابات الطّغيان والظّلام، بقوله: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}.

 

كلّ ما سبق من الأدلّة العقليّة والنّقليّة أما وعيتها أيّها الإنسان الغافل عن الله -تعالى-؟! ثمّ يختم الله -تعالى- السورة بتساؤل لبني البشر، ليثبت من خلاله بأنّه أحكم الحكماء وأحكم القضاة، وقاضي الحكماء، وقاضي القضاة، ويقيم الحجّة على من ينكر فضله من الكافرين، وهكذا ممّا تقدّم، قد تمّ الوقوف على تأملات في سورة التّين.