كيفية محاربة وساوس الشيطان
تكون محاربة وساوس الشيطان بأمورٍ عّدة؛ منها: الدّعاء واللجوء إلى الله -تعالى- بأن يصرف عن العبد مكائد الشيطان، وبالإقبال على الأعمال الصالحة والذكر وقراءة القرآن الكريم.
وترك الإعجاب بالنفس والنظر لمن أعلى عبادةً واجتهاداً؛ حتى لا يكون ذلك العُجْب مدرجةً للغرور.
ذكر العلّامة ابن القيّم -رحمه الله- حكماً كثيرةً لخلق إبليس، يُذكر منها:
استكمال مراتب العبودية لأنبياء الله وأصفيائه، فقد أراد الله -تعالى- بخلق إبليس أن يستكمل عبودية أصفيائه من خَلْقه، حينما تتجلى تلك العبودية في مجاهدتهم للشيطان، ومخالفتهم لأوامره، واستعاذتهم بالله -تعالى- من شروره ووساوسه، ولاشك بأنّ هذا الهدف لا يتحقق إلّا بوجود ما وقف عليه؛ وهو خلق إبليس. تعظيم خشية العباد من الله -تعالى-؛ فقد زادت خشية الملائكة لربهم بعد أن رأَوْا تحوّل إبليس من الطاعة إلى العصيان لأوامر الله، وكذلك الحال مع المؤمنين حيث تزيد عبوديتهم لله وتتعاظم خشيتهم له حينما يدركون ما حلّ بإبليس من اللعنة والسخط، ولا شكّ بأنّ في ذلك عبرةً وآيةً لكلّ من خالف أوامر الله -تعالى-، واستكبر عن طاعته . الحكمة الإلهية في خلق الشيطان حتى يكون محكّاً للخبيث والطيّب من الناس، وفتنةً لاختبار العباد، فقد خلق الله -تعالى- البشر من طينةٍ فيها السهل والحزن، والخبيث والطيّب، فكان لا بدّ من تمييز
إظهار علامات العبودية لله -تعالى-؛ كالشكر، والصبر، والرضا، والتوكل، والرجاء، والإنابة. ظهور الآيات والمعجزات الربانية؛ والحكمة هنا أنّ في خلق من يضادّ رسله، ويكذّبهم؛ تمامٌ لآياته، ولطائف صنعه، ومن تلك المعجزات الطوفان، وانشقاق البحر، وعصا موسى . إظهار قدرة الله في خلق النار؛ فقد خلق الله -تعالى- النار، وفي ذلك آيةٌ تدلّ على قدرة الله -تعالى- في خلقه؛ لأنّ النار فيها صفات النور والإشراق، كما أنّ فيها صفات العلوّ والاستكبار.