تعرف على صلاة الوتر وحكمها

يسأل الكثير من الناس عن صلاة الوتر وحكمه فأجاب الشيخ محمد فتحى العالم بالاوقاف وقال فكلمة الوتر بكسر الواو أو فتحها تعني العدد الفردي؛ وأمّا في الاصطلاح فهي صلاة يؤدّيها المسلم بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، وسُمّيت بصلاة الوتر لأنّها تُصلّى بركعة أو ثلاث أو أكثر من ذلك، وفي حكمها خلاف بين جمهور علماء المسلمين، بين من يراها سنّة مؤكّدة وبين من يراها واجبة، والجمهور على أنّها سنّة مؤكّدة مستدلّين بما يأتي:

 

حديث الرجل الذي سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام- من جملة الحديث: "خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ"، قال: هل علَيَّ غيرُها قال: "لا، إلَّا أنْ تطَّوَّعَ".

 

حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عبادة بن الصامت، وقال فيه: "خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على العبادِ فمن جاء بهنَّ لم يُضيِّعْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ كان له عند اللهِ عهدٌ أن يُدخِلَه الجنَّةَ، ومن لم يأْتِ بهنَّ فليس له عند اللهِ عهدٌ إن شاء

عذَّبه وإن شاء أدخله الجنَّةَ".

 

حديث علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- الذي رواه عاصم بن ضمرة، وجاء فيه: "لَيسَ الوِترُ بِحتمٍ كَهَيئةِ المَكْتوبةِ، ولَكِنَّهُ سنَّةٌ سنَّها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ".

 

وبهذه الأحاديث يُثبت الجمهور أنّ الوتر ليست واجبة ولكنّها سنّة، وورد في فضلها والحثّ عليها أحاديث كثيرة منها قوله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه خارجة بن حذافة العدوي أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ"، قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ"، والفقرة القادمة ستقف مع تعيين عدد ركعات صلاة الوتر.