عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأخذ بالأسباب والإيمان بالقدر

بوابة الوفد الإلكترونية

التوكل على الله من الايمان ومن اسباب دخول الجنة ومما هو جدير بالذكر عند الحديث عن فكرة ما هو القدر أن يتذكر الإنسان المسلم أن الإيمان بالقدر لا ينافي فعل الأسباب، بل إن الأخذ بالأسباب هو مما أمر به الشرع، وهي أمر يحصل بالقدر.

 

والدليل على صحة هذا الكلام ما ورد عن عمر بن الخطاب لما توجه إلى الشام، علم في أثناء الطريق أنه قد وقع فيها الطاعون، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم: هل يستمر ويمضي في سيره أو يرجع إلى المدينة؟ فاختلف الناس عليه، ثم استقر رأيهم على أن يرجع إلى المدينة، وفي هذا ورد حديث عن عبد الله بن عباس أنّه قد: "قالَ أبو عُبَيْدة رضيَ اللَّهُ عنهُ أفرارًا من قدرِ اللَّهِ ؟ فقالَ عمرُ لو غيرُكَ قالَها يا أبا عُبَيْدةَ، نعَم نفرُّ من قدرِ اللَّهِ إلى قدرِ اللَّهِ".

 

ويُستنتج من قول عمر -رضي الله عنه-: "نفر من قدر الله إلى قدر الله"، أن الأخذ بالأسباب هي من قدر الله عز وجل على عباده، وللتوضيح يمكن ضرب مثال أنّ الرجل لو قال: أنا أؤمن بقدر الله، وأعلم أنه سيرزقني ولدًا، دون أن يتزوج أو يقوم بالأخذ بالأسباب اللازمة لوقوع القدر لعده الناس مجنونًا.

 

أو أنه قال: أنا أؤمن بقدر الله ولن أسعى في طلب الرزق، ولم يتخذ أي سبب ليكسب الرزق لعُّد ذلك من السفه، وبذلك يمكن القول أنّ الإيمان بالقدر لا يناقض الأسباب الشرعية أو الحسية الصحيحة.