رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإنسان بين القدر المكتوب والتخيير

بوابة الوفد الإلكترونية

إنّ السائل عن ما هو القدر وبعد أن وصل إلى الإجابة الصحيحة والمأخوذة من مصادر العلم والفقه والشرع المختلفة، قد يرد إلى ذهنه سؤال يتصل اتصالًا مباشرًا بموضوع ما هو القدر وهو الاستفسار عن كيفية التوافق في العقل البشري بين أنّ كل ما في الكون يسير بقدر الله وتقديره وقضائه، وأنّ الإنسان في الإسلام مخيّر في بعض الأعمال.

 

وفي هذا الأمر ورد رأي للفقهاء والعارفين المطلعين على تفاصيل الدين الإسلامي، والعلماء الذين اطلعوا اطلاعًا دقيقًا على موضوع ما هو القدر، وكان رأيهم أن لا تعارض بين كون الأشياء مقدرة ومكتوبة، وكون الإنسان مخيرًا عند فعلها، فهو لا يعرف ما الذي كُتب، ولكنه يشعر بتمام الحرية والاختيار في الفعل، وعلى سبيل المثال هو قادر على التفريق بين الحركة الاجبارية الخفية مثل حركة القلب والأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، وبين الحركة الاختيارية التي يقوم بها بالأيدي أو الأرجل أو الأعين مثلًا.

 

وبناءً على ما سبق يمكن القول أنَّ الإنسان يحاسب على فعله، وذلك لأنه يفعله باختياره

هو، فهو قادر على فعل الخير وقادر على فعل الشر، ولا يمكنه أن يتخذ القدر المكتوب حجة لما يفعله من خير أو شر؛ لأنه لا يعلم بالمكتوب إلا بعد وقوعه، ولا يعلم نهاية الأمر، فقد يكون مكتوبًا أنه بعد وقوع المعصية سيتوب ويعود إلى فعل الخير وما يرضي الله، ولذلك ما على الإنسان في حياته إلا أن يعمل بعقل وحكمة وفق أوامر الدين الإسلامي دون أن يفكر أو يتحجج أن هذا الأمر قد كتب عليه أم لا؟ وذلك لأنه لن يصل إلى أي نتيجة، بل الأفضل أن يعمل بعمل أهل الجنة، لأن منازل أهل الجنة تُنال بالعمل لا بالأماني والتواكل والاستسلام.