رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مالفرق بين القضاء والقدر

بوابة الوفد الإلكترونية

الايمان بالقضاء والقدر من صفات المؤمنين و قال اهل العلم إن فيهما خلاف، وذلك لأن بعض علماء الدين فسروا القضاء بالقدر، وبعضهم قال: إن القضاء غير القدر، وهنا كان لا بد من معرفة أي الرأيين أرجح، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن القضاء والقدر مترادفان، وهذا موافق لقول بعض أئمة اللغة الذين فسروا القدر بالقضاء، فقد جاء في "القاموس المحيط للفيروزآبادي "القدر: القضاء والحكم" وعندما سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن الفرق بين القضاء والقدركان جوابه يركز على أنهما شيء واحد وهو الشيء الذي قضاه الله مسبقًا، ويمكن أن يقال له قضاء، ويمكن أن يقال له قدر.

 

ومما هو جدير بالذكر أن هناك من العلماء من ذهب إلى التفريق بينهما، فذهب بعضهم إلى أنّ القضاء سابق على القدر؛ أي القضاء هو ما علمه الله وحكم به في الأزل، أما القدر موافقة المخلوقات لهذا العلم المسبق، وقد قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": " قال العلماء: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله" وبذلك يكون الفرق بين القدر حسب قول الجرجاني: "والفرق بين القدر والقضاء :هو أن القضاء وجود جميع الموجودات في اللوح المحفوظ مجتمعة، والقدر وجودها متفرقة في

الأعيان بعد حصول شرائطها".

 

في حين وصل فريق آخر من العلماء إلى خلاف هذا القول؛ أي رأوا أن القدر يسبق القضاء، فالقدر هو الحكم السابق، والقضاء هو موافقة الخلق وأفعالهم لهذا الحكم المسبق، وممن يوافقون هذا الرأي الراغب الأصفهاني في قوله: "والقضاء من الله تعالى أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقدير، فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع"، وهناك من العلماء من اختار أنهما بمعنى واحد لكن بشرط أن يفترقا، أما إذا اجتمعا في عبارة واحدة صار لكل واحد منهما معنى، وفي ذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "القدر في اللغة؛ بمعنى: التقدير؛ قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.

 

وقال تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} وأما القضاء؛ فهو في اللغة: الحكم، ولهذا نقول: إن القضاء والقدر متباينان إن اجتمعا، ومترادفان إن تفرقا".