تعرف على تفسير القسم في آية والعصر
التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين واختلفَ بعضُ المفسِّرين على معنى كلمةِ "العصر" التي أقسَم الله -سبحانه وتعالى- بها في هذه السورةِ، فقالَ ابن عباس -رضي الله عنهُ-: "هو الدَّهر"، والمرادُ بهِ الزمنُ كلُّه، وقد أقسمَ به الله تعالى لأنَّ العصرَ أو الدهرَ عبرةٌ للناسِ أجمعينَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ،أمَّا ابنُ كيسانَ فقد قال: "أرادَ بالعصرِ الليلَ والنَّهار لأنَّه يقال لهما العصرَان".
وقال الحسنُ: "العصرُ من بعد زوالِ الشمسِ إلى غُروبها"، وقال قتادة: "العصرُ آخرُ سَاعةٍ من ساعاتِ النَّهار"، وقال مقاتلُ: "أقسمَ اللهُ تعالى بصَلاةِ العصرِ وهي الصَّلاة الوسطى".
سورةُ العصر سورةٌ قصيرةٌ، وهي من إحدى ثلاثِ أقصر سورٍ في القرآن الكريم وهنَّ: "سورة العصر وسورة الكوثر وسورة النصر"، لكنَّ سورةَ العصر رغم قصرِها واشتمالها على ثلاثِ آياتٍ فقط؛ فإنَّها عظيمةٌ جدًّا في المعاني والكلماتِ والدلالاتِ العميقةِ التي وردَت فيها، فقَد بدأ الله فيها بقسمٍ عظيم أقسمَ
لذلك تعدُّ سورة العصر قاعدةً عامَّة شاملة تؤكدُ لنا أنَّه لا نجاة لأيِّ إنسان كان إلا باتباعِ منهجِ الله تعالى الذي بيَّنتهُ هذه السورةُ الكريمة.