رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ما هى مقاصد سورة العصر

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين ويمكن حصر مقاصد سورة العصر بتفسير الآيات الثلاث التي تكوَّنتْ منها هذه السورة المباركة، وعلى قصرها إلَّا أنَّ مقاصد سورة العصر واسعة عظيمة تدلُّ على بلاغة العليم الحكيم وعظمة هذا الكتاب وإعجازه، حيث يقول الله -سبحانه وتعالى- في هذه السورة: {والعصر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

 

في الآية الأولى يُقسم الله -عزَّ وجلَّ- بالعصر وأهل التفسير يقولون: إنَّ العصر هو الزمن بشكله العام، والله تعالى يُقسم بالنجم والعصر والليل وغير ذلك مما شاء من خلقه، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ هذه الأقْسَام لا تكون إلَّا لله العلي القدير، فليس للخلق أن يقسموا إلَّا بالله -سبحانه وتعالى- فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَن كانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ".

 

ويُشير أهل العلم إلى أنَّ الله تعالى أقسم بالعصر لأنَّ هذه الفترة من النهار هي أهم فترة من فترات اليوم يستطيع الإنسان أن يؤدي بها أعماله فهي مستودع أعمال الناس، ولهذا جاء الحديث في الآيات اللاحقة عن الأعمال، ومن مقاصد سورة العصر في الآية الثانية تأكيدُ الله تعالى على خسران الإنسان مع وجود أداة الاستثناء في الآية الثالثة التي استثْنَتْ من الخسران بعض الناس الذينْ يتصفون بالصِّفات التالية:

 

الإيمان: والإيمان أن يؤمن الإنسان بقلبه ويصدِّق هذا الإيمان بلسانه وعمله. الأعمال الصالحة: والصالحات هي الأعمال التي من شأنها أن تُكسب الإنسانَ رضى الله -سبحانه وتعالى- والعمل الصالح هو جزء من الإيمان، فالإيمان لا يتحقق إلَّا

بالعمل لذلك عطف الله تعالى العمل الصالح على الإيمان في الآية الكريمة. التواصي بالحقِّ: والتواصي أن يوصي الإنسان أخاه الإنسان بالخير والإحسان والمعروف، فالتواصي هو أن يأمر أو يوصي الإنسان أخاه بالمعروف وينهاه عن المنكر، قال تعالى في سورة آل عمران: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.

 

التواصي بالصَّبر: إنَّ عطف التواصي بالصبر على التواصي بالحق كان بحكمة عظيمة، فقول الحق يحتاج إلى الصبر، لأن الآمر بالمعروف سيلحقه من الناس ما يلحقه من الأذى والتجريح، فعلى الإنسان أن يكون صبورًا في دعوته إلى الله الواحد وفي أمره الناس بالمعروف ونهيه الناس عن المنكر، وقد ربط الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصبر في سورة لقمان في قوله: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.

 

وفي سورة آل عمران: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.