موقف قريش من رحلة الإسراء والمعراج
توالَت الأحزان والشدائد والتّضييق على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة نَصيرَيْه في مواجهة جبروت قريشٍ وبطشها عمّه أبا طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها- خلال ثلاثة أيّامٍ، فقد صبت قريش جام غضبها على النبيّ الكريم ومن آمن به، فازداد الهم عليه وهو ما عُرف تاريخيًّا من قبل العلماء باسم عام الحزن، ولتخفيفِ هذا الحزن ومواساة قلب الرسول الكريم وتطييب خاطره أنعم الله عليه بواحدةٍ من أعظم المعجزات الربّانية ألا وهي رحلة الإسراء والمعراج التي شهد فيها النبيّ الكريم عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد في السماوات والأرض.
قال تعالى في صدر سورة الإسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
عاد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من رحلة الإسراء والمعراج مبهورًا بما رأى مستصغرًا الأحزان والشدائد مقابل الجنة ونعيمها ورؤية الله -جلّ جلاله- لكن شعر النبيّ الكريم بالقلق حيال تصديق قريشٍ لتلك الرحلة والتي تستغرق شهرًا كاملًا من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، وانقسم الناس حيال رحلة الإسراء والمعراج إلى أقسامٍ ثلاثةٍ هم: كفار قريشٍ وحديثو العهد بالإسلام من المسلمين والقسم الثالث الصحابة الذين رسخ الإيمان في قلوبهم. أمّا موقف قريش من رحلة الإسراء والمعراج فقد تمثَّل في فرعون هذه الأمة أبو جهل الذي جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صبيحة الإسراء ورأى انشغال بال النبي الكريم فطلب منه إخباره الخبر، فحدثه النبي -عليه الصلاة والسلام- برحلة الإسراء دون المعراج كون ما يهم هو إقامة الحجة والدليل عليهم أما