عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موقف قريش من رحلة الإسراء والمعراج

بوابة الوفد الإلكترونية

توالَت الأحزان والشدائد والتّضييق على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة نَصيرَيْه في مواجهة جبروت قريشٍ وبطشها عمّه أبا طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها- خلال ثلاثة أيّامٍ، فقد صبت قريش جام غضبها على النبيّ الكريم ومن آمن به، فازداد الهم عليه وهو ما عُرف تاريخيًّا من قبل العلماء باسم عام الحزن، ولتخفيفِ هذا الحزن ومواساة قلب الرسول الكريم وتطييب خاطره أنعم الله عليه بواحدةٍ من أعظم المعجزات الربّانية ألا وهي رحلة الإسراء والمعراج التي شهد فيها النبيّ الكريم عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد في السماوات والأرض.

 

قال تعالى في صدر سورة الإسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

 

عاد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من رحلة الإسراء والمعراج مبهورًا بما رأى مستصغرًا الأحزان والشدائد مقابل الجنة ونعيمها ورؤية الله -جلّ جلاله- لكن شعر النبيّ الكريم بالقلق حيال تصديق قريشٍ لتلك الرحلة والتي تستغرق شهرًا كاملًا من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، وانقسم الناس حيال رحلة الإسراء والمعراج إلى أقسامٍ ثلاثةٍ هم: كفار قريشٍ وحديثو العهد بالإسلام من المسلمين والقسم الثالث الصحابة الذين رسخ الإيمان في قلوبهم. أمّا موقف قريش من رحلة الإسراء والمعراج فقد تمثَّل في فرعون هذه الأمة أبو جهل الذي جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صبيحة الإسراء ورأى انشغال بال النبي الكريم فطلب منه إخباره الخبر، فحدثه النبي -عليه الصلاة والسلام- برحلة الإسراء دون المعراج كون ما يهم هو إقامة الحجة والدليل عليهم أما

المعراج فهو أمر غيبيٌّ لا يؤمن بالغيب إلا من نطق بالشهادتيْن وآمن إيمانًا حقًّا بالله ورسوله، وعندما اُخبر أبو جهلٍ خبر الرحلة رأى فيها فرصةً سانحةً للسخرية من النبي -صلى الله عليه وسلم- وتأليب الناس عليه، فاقترح أبو جهلٍ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يجمع له قريشًا ليخبرهم خبر تلك الرحلة، وعندما قصَّ عليهم القصص ازداد كفار قريشٍ كفرًا واستهزاءً وسخريةً بما رفضت عقولهم تصديقه على الرغم من تقديم النبي -صلى الله عليه وسلم- للأدلة المُبرهنة على صدقه ومنها وصفه الدقيق للمسجد الأقصى والذي يعجز عنه شخصٌ لم يره بأُم عينه كما أخبرهم عن أمر القافلة القادمة إلى مكة وزمن وصولها ووقع الأمر كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-. ارتدّ عددٌ قليلٌ من المؤمنين حديثي العهد بالإسلام وانضموا إلى كفار قريشٍ في رفضهم وتكذيبهم للرحلة التي قام بها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى، ولم يُعلم عدد هؤلاء المرتدين أو أسماؤهم في إيماءةٍ إلى قلة عددهم وعدم تأثيرهم على جماعة المؤمنين في مكة.