دروس من رحلة الإسراء والمعراج
أمر الله -سبحانه وتعالى- بهذه الرحلة العظيمة بحمله -عليه الصلاة والسلام- في ليلةٍ واحدةٍ إلى المسجد الأقصى والصلاة بالأنبياء هناك ثمّ الانتقال إلى السماوات السبع ومبايعة الأنبياء له بالإمامة كي يخفّف ويُسري عن قلبه -عليه الصلاة والسلام- بعد ما لقيه من تعنُّت قريشٍ وكفرها والذي تزايد بعد وفاة نصيريْه أبو طالبٍ وأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، كما تمخضت عن هذه الرحلة عن عديد الدروس المستفادة ومنها:
افتتاح سورة الإسراء المُخبرة عن هذه الرحلة بلفظ "سبحان" في إيماءةٍ إلى وجوب تعظيم الله وتنزيهه بما هو أهل له في بداية كل أمرٍ وعلى كل حالٍ. إثبات عبوديّة النبي -صلى الله عليه وسلم- لله تعالى وهو شرفٌ له ولسائر الناس. إثبات القدرة المُطلقة لله تعالى على حَمل النبي -عليه الصلاة والسلام- في رحلة الإسراء ثم رحلة المعراج إلى السماء.
ووجوب الإيمان بها كما أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن خلق الكون وما فيه فهذه الرحلة عليه أيسر وأهون. طَمْأنة قلب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى أنّ مصاعب الدنيا تهون أمام نعيم الجنة ورؤية رب العباد وبالتالي
وأنّ الدينَ الذي يقبله الله من العبد هو دين الإسلام الباقي لقيام الساعة. فرض الصلوات الخمس في السماء في تأكيدٍ على عظيم مكانتِها في الإسلام. الإقرار بشجاعة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لإخبار قريش بهذه الرحلة في صبيحة اليوم التالي لها على الرغم من معرفته لموقفهم منها وسخريتهم لما يتعارض مع قدرة عقولهم على إدراكه بالمنطق الملموس.