هل يجوز لي وأنا أقضي الفوائت أن أصليَ سنن الصلوات الحاضرة والوتر وقيام الليل
قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن من ترك الصلاة بغير عذرٍ عليه التوبة والاستغفار من ذلك الذنب، موضحًا أن قَضاءُ الفوائت واجبٌ ولو كانت لمدة طويلة بلغت سنوات؛ لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإن الله يقول: {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِي} [طه: 14].
وتابع: "والأصل أن يقضيَ الإنسانُ ما عليه من فوائتَ؛ لأنها واجبةٌ على الفور؛ بمعنى أنه كلما وجد وقتًا، فعليه أن يقضيَ فيه ما فاته ولا ينشغلَ بسننٍ أو نوافلَ؛ إذ الواجب مُقدَّم على المندوب والمستحب؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ: "شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي القِتَالِ مَا نَزَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَ} [الأحزاب: 25]، فَأَمَرَ
وبين، أن الحنفيَّةُ يروا جوازَ صلاة السنن الراتبة التي لها أجرٌ منصوصٌ عليه في الشرع مع قضاء ما عليه من فوائت.
واختتم: "والخلاصة، أنَّ عليك أنْ تقضيَ ما عليك من صلواتٍ؛ إذ هي مُعَلَّقةٌ بِذِمَّتِك، حتى تستشعرَ أنك قضيتها، وذلك خُرُوجًا مِن خلاف الفقهاء، ثم تصلي بعد ذلك ما شئتَ من الرواتبِ والنوافل".
والله أعلم